طارق عجيب |
في انتظار النور
يرتدي قلبَــك لونُ العتم
وتُلغي العينُ حواجزَها بين التفاصيل ..
تَعْمَى .. حتى حاسَّةُ اللمس لديك ..
لتبقى الأمنيات
وسيلتُك الوحيدة للبقاء …
في انتظار النور
تـتـثـائبُ أكثرُ الذكريات حزناً
على ضفاف قهوتك الباردة …
ويُذويك الترقُّـبُ للأخير من الهزيع ..
تصفَـعُك ظلالُ من رَحلوا ..
ومن غَدروا .. ومن خانوا ..
ومن جَرحوا .. ومن جُرحوا ..
ومن فاضت طبائِعُهم
بعطرٍ ألهمَ الروحَ ألَّا ترضى
بغير طريق الغيم امتدادا ..
وألَّا ترضى
بغير شغاف القلب ..
للنجوى .. وللبوح مِهادَ ..
في انتظار النور
تُطلُّ عليك من ريحانة الرحمن .. قلوبٌ ..
تُضفي على ثَـلمات روحك من رونقها ..
وتُطلق من جنباتها رسائلَ ..
تُـنـبـيـكَ أنَّ زمان اللازورد قادم
وأنك لا بد تلقى من زمانك
ما لأجله أنت صائم ..
وأن نذورك قد لاقت
من أشعل شمعةً لروحك في ترحالها
في شتات التيه .. والحرمان .. والوجع القديم ..
في انتظار النور
لستَ وحدك ..
لكنك منفرداً .. تحفُّ جدران الظلام بأحرفٍ من تَوق ..
وتُغرقُ في نجواك ..
وتُغرقُ في التهجد والخشوع ..
ويغلبك الحنين ..
ويقتلك الخضوع ..
بيروت 2014
كاتب سوري ـ باريس | خاص موقع قلم رصاص