الرئيسية » رصاص حي » عن رواية مئة حاسة سرية

عن رواية مئة حاسة سرية

قلم رصاص |

صدرت مؤخراً عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع في الأردن رواية مئة حاسة سرية، للروائية آمي تان، ترجمة الروائي والمترجم  الأردني عاصف الخالدي.

آمي تان روائية وكاتبة أمريكية من أصل صيني، وقد ولدت في عام 1952 في مدينة كاليفورنيا بعد أعوامٍ قليلة من هجرة والديها للولايات المتحدة، هذه الرواية التي نشرت 1995، وهي ثالث أعمال الكاتبة وأول رواية لها تترجم إلى اللغة العربية. وبصرف النظر عن الجوائز العديدة التي نالتها الروائية عن هذا العمل وسواه، كجائزة الكومنوولث الذهبية إضافة لجائزة أفضل الكتب مبيعاً مع النيويورك تايمز، إلا أن اختيار ترجمة هذا الكتاب تمت نظراً للقيمة الفنية والإنسانية التي يحتويها ولجمالياته كعمل روائي مميز لم يترجم إلى العربية من قبل.

 تعمل آمي تان في روايتها هذه، على مستويين سرديين، واحد حاضر، ويومي ضمن حياة بطلة الرواية وأختها في امريكا، حيث تظل تلك المرأة التي قدمت طفلة من الصين، تستدعي في علاقتها اليومية مع أختها أشباح الماضي البعيد في الصين، فتستدعي احتلال الصين في فترة حرب الأفيون، وكيف قام الاحتلال الكولونيالي الأمريكي بتقسيم البلاد ونهبها، واستبدال الزراعة بزراعة الأفيون، تتحدث عن حيوات رخيصة تم حصدها كذلك، وحين تسألها أختها عن هذه الأحداث الضبابية التي تستذكرها بين حين وآخر، فإنها تتحدث عن أنها عاشت حيوات قبل هذه الحياة، وعرفت الموت والحرب، وتفاصيلاً انتقلت معها حتى الآن. في المقابل، تخوض الأختان في النهاية رحلة إلى الصين، فتتوقفان عن الأحلام والحديث عن ذاكرة تختزن الأشباح، وتمضيان بشكل أعمق في حيوات سبق أن عاشتاها، فوالدهما صيني في الأخير، هاجر إلى أمريكا في زمن الحرب، واحدة من ام امريكية، والأخرى ظلت في الصين من أمها الصيني ةالتي ماتت وتركتها طفلة. في الواقع، تتيح هذه الرواية بسردها العميق والجميل، الفرصة للوحش، حتى يعود إلى ماضيه في أرض ما، ليضيع فيها، ويستكشف ذاته من جديد، ويتحول ربما، من جلاد إلى ضحية، أو يرى بعمق، ما فعله، وسجله في التاريخ، الذي نسي الإنسان والبشر البسطاء. وسجل تاريخ الوحش، وحفظه حتى في قصص الأطفال.

تؤكد هذه الرواية على أن العالم الذي هدمته الحرب، يبقى في الذاكرة حياً، وأن هذا العالم، ليس مكاناً، بل هو المساحة الشاسعة للروح، ولا يمكن اكتشافه واستمراره، إلا بالحب، لأن الروح لا يمكن اكتشافها إلا بالحب. هذه رواية تقاوم الوحش تعطي فرصة للعالم القديم، ليصطدم من جديد، بالعالم الجديد الذي بني على أنقاضه.

  خاص موقع قلم رصاص 

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

هل زعزعت وسائل التواصل مكانة الكتاب المقروء أم عززتها؟

صارت التكنولوجيا الجديدة ووسائل التواصل، تيك توك، يوتيوب، فيس بوك وغيرها مصدرا رئيسيا للمعلومات والأخبار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *