نضال بشارة |
فاجأوك بالكآبة وكنتَ في زنازين من كربونٍ،
فَتَنَفْسْ!
هل سكبتَ على الهزيع الأخير طفلة؟
فتضوأتَ.
لماذا يصرّون أن يدخلوك خانة المتاحف
والقلاع المنسية، بلا سياجٍ؟
وما من صديق ممتع تحتسيه صباحاً
قبل مدينة
تموت على نهد أعيادها الشعبية!
كل يومٍ
تُقايضك بالبزة العسكرية والدّبكة والعرّس
الخلّبي الملفّع
بساقية الخبز والوطن….
مرحباً يا نزيف الرغبات
والأغاني الكسيحة المحلاّة
بـجثث قتلى هذه الحرب.
غداً أو الأمس
تذهب مواكب العناكب وسادةُ العناكب،
لمناقشة آخر ما توصلت إليه الجراحة
الديمقراطية
في هيئة الأمم الجذام.
بلا خجلٍ، كل عشية تقرؤني صهوة الشغب
وتداعبني خيالات من سكر.
الملّح ندّك؟
أم أنه الرصيف الأوحد للخطا نحو جلالة
الأوكسجين الليبرالي وفاكهة القصر إلى أبد الآبدين.
هل قلت: أشعلْ ضفائر من بخور
في مئذنة الروح
لتطفئ أطفال الخوف في بساتين شهوتك
المتدلية فوق برزخ الضجر لعلّه يسري بك
” العاصي ” من حضرة الفرح ويأخذ بيدك
من حظيرة الموت إلى أعطاف البكارة
أجيئه أم يجيئني فأصيح: هذا هو نهري الحبيب
الذي به تولّهت
وكل عشية أجدني ألملم بعض وريقات من مكتبة الشجر
وبعض أحجار من مكتبة الركام في أي مفرق وأي زقاق
أركض إلى ضفة بالعدل كي تكتب لي استدعاءً:
أرجو من نهري الحبيب أن يعشب سرير نسياننا وإنساننا
بورد المحبة
وأن يزمّلنا بموكب ألطافه وصهيل أغانيه.
كاتب وشاعر سوري ـ حمص | خاص موقع قلم رصاص