قلم رصاص |
قدم منتدى السرد في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الشارقة وأسرة “الرواق” في عمل مشترك قراءة مسرحية لنص قصصي للسوري ممدوح حمادة حمل عنوان: “الأجرودي”.
وتتناول القصة المكتوبة حكاية الإمبراطور الذي وصل الى سدة الحكم وهو يعاني من مشكلة خلو وجهه من الشعر، ما جعله ناقماً على أصحاب الشوارب، فحاول جاهداً القضاء على هذا التقليد الاجتماعي الذي يعد الشوارب رمزاً من رموز الرجولة أو القوة أو السيطرة، فوضع قيوداً صعبة لإطلاق الشوارب منها الضرائب العالية، أو السجن، أو تحديد أنواع معينة من الشوارب بحسب المهنة أو الطبقة الاجتماعية. لكن المجتمع لا يعدم الوسيلة للتحايل على هذه القرارات، فتنشأ تحت غطاءٍ من السرية ظواهر جديدة لم تكن معروفة منها ظاهر صناعة الشوارب المستعارة التي يرتديها الناس في مناسباتهم الخاصة، ثم ظاهرة الرشوة لغض النظر عن بعض الشوارب المخالفة للقانون.
أشرفت على “الأجرودي” الفنانة السورية أمل حويجة، وأداه معها كل من براء صليبي، وديمة هنيدي، وعدنان عودة، وعلي الحسان، ومحمود خزام. والعمل قراءة مسرحية لنص “الأجرودي” للقاص والسيناريست السوري ممدوح حمادة مأخوذ من مجموعته القصصية الصادرة مؤخراً “كتاب الأباطرة”، حيث قرئ النص بطريقة تمثيلية وظفت فيها حويجة كثيراً من عناصر المسرح من حركة وتلوين صوتي وإكسسوارات واستغلال للفضاء ومكوناته.
تميز العمل الذي قدمته حويجة ببساطته، فالإكسسوارات المستعملة لم تكن أكثر من بالونات طويلة وضعها الممثلون على وجوههم على شكل شوارب، إضافة إلى قصاصات من الأوراق المصممة لتكون شوارب مستعارة.
جاءت هذه البساطة منسجمة مع أجواء السخرية التي غلبت على النص المكتوب، وهذه الأجواء تأكدت أيضاً عبر ثلاثة عناصر اعتمد العمل عليها كثيراً هي التلوين الصوتي للممثلين، ثم حركة الجسد لاسيما الأيدي، ثم التشكيلات الجماعية للممثلين عبر الاستغلال الذكي للمكان كدوران المجموعة حول العمود في منتصف الصالة تجسيداً لمشهد استحضار القوى الغيبية لمساعدة الإمبراطور الشاب وإنبات الشعر في لحيته، أو طواف الممثلين بين الجمهور وتوزيع الشوارب المستعارة عليهم تجسيداً لمشهد تجارة الشوارب.
وفي الحوار الذي تلا العمل أكدت الفنانة أمل حويجة أن ما قدم في الصالة لم يكن عرضاً مسرحياً بقدر ما هو قراءة ذات طابع مسرحي، مشيرة إلى أن العرض له متطلباته ووشروطه الخاصة، لكنها أرادت أن تقدم تجربة مختلفة تساهم في الكشف عن الإمكانات والطاقات الخفية في النص المكتوب، والتي قد لا تظهر من خلال فعل القراءة وحده، مع توظيف لبعض عناصر المسرح ومنها الحركة والأداء.
بدوره تحدث الشاعر والسيناريست عدنان عودة أحد المشاركين في العمل عن تجربة “الرواق” التي كان من المؤسسين لها، وقال إنها تتصدى للثقافة بوصفها ضرورة لتجذير قيم الجمال والحب التي نفتقد إليها كثيراً في حياة معقدة تلقي بظلالها علينا جميعاً.
وعلق على العمل كذلك القاص الإماراتي محسن سليمان عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات حيث أكد أهمية هذه الأنشطة التي تخرج على ما هو تقليدي. وفي ختام الأمسية هنأ سليمان المشاركين، وسلمهم شهادات تقدير باسم الاتحاد على ما قدموه..
و”الرواق” برنامج نصف شهري يقدم فعاليات في الأدب والمسرح والسينما والتشكيل والموسيقى في جبل علي، ويضم مجموعة من المثقفين والكتاب والمبدعين العرب.
وكالات ـ موقع قلم رصاص الثقافي