حبيب أديب شحادة |
إن معظم المؤسسات الإعلامية تخضع لعمليات ـ دمج ـ إغلاق ـ فصل عمالة ـ وذلك أثناء عملية إعادة الهيكلة مؤسساتياً. فالتغيير هو الثابت الوحيد في الحياة. لكن في سورية الأمر مختلف تماماً وتحديداً عند صدور أي قرار جديد حيث تنهال عليه الانتقادات والاعتراضات.
وهذا ما حدث مع قرار دمج القناة الأرضية بالقناة الفضائية. وإذاعة صوت الشعب بإذاعة دمشق حيث تعًرض القرار لكثير من الانتقادات عبر وسائل السوشل ميديا. في حين لم أرَ رأياً مؤيداً لهذا القرار سوى متخذيه. ولا أدري إن كان كل من تنطح لانتقاد القرار يشاهد القناة الأرضية أو يستمع الى صوت الشعب. بالتأكيد لا يشاهد ولا يسمع. بل يتغنى بالماضي المجيد للتلفزيون.
ولاشك أنه رغم حدوث الكثير من التعديلات والتغييرات الادارية والتنظيمية في قطاع الإعلام الرسمي السوري فأنه يمكن القول بأن ما يحدث حالياً يعتبر تغيير جذري يطال البنية المؤسسية المترهلة.
والسؤال المطروح: لماذا كل هذا الضجيج حول القرار. وهل القرار خاطئ أم صائب؟
بداية لا بد من التأكيد بأنه في زمن العولمة وثورة الاتصالات. أصبحت معظم وسائل الإعلام التقليدية في خطر أمام وسائل الإعلام الجديد. وهذا يقودنا إلى استنتاج بأن البث الأرضي أضحى خارج الزمان والمكان وبحاجة ماسة إلى النظر في أمره بعد 56 سنة من عمره.
بالتالي قرار الدمج صائب وناجح وخصوصاً أنه لن يتم الاستغناء عن الكوادر وإنما دمجها ضمن بيئة العمل الإعلامية. مع الإشارة إلى أن معظم العاملين في الإعلام الرسمي يعملون في أكثر من قناة وإذاعة عبر ما يسمى التكليف. الأمر الذي انعكس سلباً على مخرجات العمل الإعلامي من حيث التشابه والتطابق فيما بينها وكأنها منتج واحد.
من ناحية أخرى متى نعًي وندرك أن الأهم في الإعلام النوعية وليس الكمية. أي أنه ليس من المهم أن يكون لدينا عشرات القنوات والإذاعات المختلفة في الأسماء والمتشابهة في المضمون.
بالنهاية فأن ما يجري في الواقع الفعلي من إعادة هيكلة للمؤسسات الإعلامية سيطغى على ما يجري في الواقع الافتراضي من انتقادات لهذه التغييرات التي يمكن اعتبارها نصف خطوة نحو كسر حالة الجمود والنمطية التي يعاني منها الإعلام الرسمي السوري. ونحو خلق واقع إعلامي مهني قادر على التأثير في صياغة وتشكيل الرأي العام السوري من خلال إحداث التغيير في آلية العمل ومنهجيته السابقة المستمرة منذ 56 سنة على نفس المنوال.
سورية | خاص موقع قلم رصاص