أرسل لي أحد الأصدقاء تسجيلاً على سبيل المزاح ولكنه على بساطته كان غاية في روعة تفسير ما يجعل الانغماسي يفجر نفسه في الآخرين… وكان هذا التسجيل بسيطاً مختصرا أعادني كي أشاهد حفلة عرس وأغلب الظن أنها في ريف حلب يظهر فيه الشيخ الخطيب “اللاسوري” لأن لهجته خليجية، وهو يخطب من أجل العروسين وتوجيه النصح لهما قبل أن يعرفا بعضهما كل على حقيقته في أول ساعات خلع الثياب فما كان من هذه الخطبة التوجيهية إلا أن أنقلبت إلى دعوة للشباب كي يكونوا من الانغماسيين، وقد كان جل من تقدم إلى هذا الخطيب كي يعلن استعداده للموت مفجراً نفسه بأبناء جلدته هم من الشباب بعد شحذ هذا الأفاق غرائزهم حتى خيل للشباب أن هناك في الطرف الآخر من الجحيم أنثى تنتظره عارية تكشف مفاتنها وتعد له أباريق الخمر والفاكهة والمكسرات وما لذ و طاب من الطعام كمقبلات كي يشرب من أنهار الخمر ويأتي إليها وقد بلغت شهوته لها مبلغاً لا تقاومه امرأة، فكيف بحورية مهمتها هي إرضاء وإشباع غريزة هذا الشاب الجائع المكبوت وما إن انتهى هذا الأفاق من خطبته وموعظته حتى كان قد غرر بشباب كثر جاؤوا ليحضروا زفاف صديقهم، فخرجوا من هذا العرس انغماسيون يريدون الموت في سبيل الحصول على مكان ما فيه خمر ونساء.
لهذا كان التسجيل الذي أرسله لي أحد الأصدقاء يختصر كل فلسفة وكل تفسير وكل تبرير كان التسجيل بلغة عامية ( طيب يا أخو الشليته مو بدك تفجر حالك فيني لأنو أنا سكرجي وتبع نسوان مشان أنت تطلع فوق وتصير سكرجي وتبع نسوان.. طيب يا أخو الشليتة ليش لتفجر حالك وتموتني وتموت حالك إذا همك كلو تصير سكرجي وتبع نسوان.. تعال أقعد جنبي وأنا بقول للبنت الي معي تجيب رفيقتها ونقعد نسكر وننبسط سوا…) بهذه البساطة اختصر أحدهم كل الفلسفات وكل التبريرات، كان صاحب التسجيل مخموراً لدرجة الفلسفة… كاسك… صب معلم صب … وروووحلها للصاجة.