أثناء البحث عن سيرة الفنان ممتاز البحرة الذي رحل اليوم عبر شبكة الإنترنت، اتضح أن الفنان البحرة قد رحل قبل خمس سنوات وليس اليوم، للحظة انتابتنا الشكوك حول صحة الخبر من عدمه، إلى أن تأكدنا من بعض المصادر في دمشق وقد أكدت لنا أن الفنان البحرة رحل اليوم، وليس قبل خمس سنوات!
إلا أن المقالة التي كتبها التشكيلي والناقد الحلبي محمود مكي في صحيفة الجماهير (الرسمية الصادرة عن مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع) عن الفنان التشكيلي ممتاز البحرة وصفته بالراحل في عنوانها وفي متن المقال ولا ندري بماذا اعتمدوا في ذلك؟
وإن كان الكاتب اخطأ في ذلك سهواً أو عن عدم معرفة، كيف لم ينتبه المحرر المسؤول ولا مسؤول الصفحات الثقافية في الصحيفة لمثل هذا الخطأ؟
ليست إجابات مثل هذه الأسئلة بالصعبة لأن مثل هذه القضايا تُعتبر بسيطة بالنسبة لفظائع تُرتكب يومياً في وسائل الإعلام السورية على اختلافها. وهذا الأمر متوقع في بلد يتم فيه تعيين “مدير مدرسة إعداد حزبي لحزب البعث العربي الاشتراكي” مديراً عاماً لمؤسسة الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع في سورية. ثم نتحدث عن تطوير في بنية الإعلام، يُعتبر هذا ضرباً من الجنون.
إن الهفوات والأخطاء التي يطالعها القارئ ويراها المشاهد السوري في مختلف وسائل الإعلام الرسمية والخاصة تحتاج إلى وقفة تأمل طويلة، وما هذه الهفوة التي حصلت قبل خمسة أعوام سوى واحدة من هفوات كثيرة بات الجمهور ينتبه لها، وما عاد يسكت عنها.
تحدث وزير الإعلام السوري محمد رامز ترجمان منذ أيام عبر إحدى الإذاعات الخاصة عن “إعادة توزيع الفائض البشري في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وأن الأطر الإعلامية في المؤسسات الرسمية يجب أن تكون منتقاة وفق النوع، وليس الكم”.
ورغم أنه لا ثقة لأي مواطن بقرارات الحكومة، إلا أنه يحاول العيش دائماً على أمل أن التغيير قادم، وإن الحال سُتصلح لكنه أصبح يدرك جيداً أن الحكومات المُتعاقبة تعامله وكأنه غير موجود أساساً.
وتعتقد الحكومة أن انشغال المواطن بأزمات المياه والكهرباء والغلاء والأمان تجعله يتغاضى عن الأخطاء والهفوات الإعلامية التي أصبحت جزءاً من روتينه اليومي، وبما إنه لا يستطيع إيقافها أو منعها كونه ليس صاحب قرار في بلدنا، فما عليه سوى المشاهدة والمتابعة والضحك والسخرية والتهكم على هكذا إعلام لا يعرف أغلب القائمين عليه “كوعهم من بوعهم”.
خاص موقع قلم رصاص