يُقام اليوم التدشين الرسمي وإصدار الروايات والكتب الفائزة في الدورة السادسة لـ “جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي”، وقد فازت رواية “حقول الذرة” للسوري سومر شحادة بالمركز الأول في مجال الرواية.
وفي تصريح خاص لـ «موقع قلم رصاص» قال الكاتب الشاب سومر شحادة: ربما هذه المرة الأولى في حياتي التي أمتلك فيها فرحة شخصيّة ليس بمتناول أحد في هذا العالم انتزاعها، طوال الوقت يحاولون سرقة الفرح منك، طوال الوقت يجربون تخريب حياتك أو جعلها حياةً باردة أو مثاليّة. بعد الجائزة، جربت الانسحاب من الصدى الذي تركته، رفضت الحوارات الطويلة مع أحد، ورفضت أن يُصار إلى التسويق الاستهلاكي لحدث انتهى في حينهِ، بينما الرواية الآن ستعيش طويلًا.
وأضاف الكاتب: لكن هذا العام بين صدور نتائج الجائزة وبين صدور الرواية، جعلني أعيد ترتيب ما حصل جراء حدث ضخم في حياة كاتب شاب في بلد يعاني وسطه الثقافي من أعتى أشكال الشقاق وأكثرها خزيًا.
ويؤكد الكاتب: إنّ من بقي في سورية، ولا أجيز لنفسي، بتلك البساطة، أن أقول نحن، لكن ولأسباب شتى، بتنا نعتقد أنّنا خارج العالم. ما بقي من مدننا بلا ماء بلا كهرباء بلا تدفئة. أقول، ما بقي، لأنّ مدننا أخرى باتت أطلالًا وخرائباً، أدرك هذا على نحو جحيمي. وأدرك كذلك أنّ من خرج ليس بمنأى عن الفقدان الموجع للبلد. لكننا هنا، نفقد مدنًا نحن ساكنوها. عرفت ما أقصد؟!
ويتابع شحادة حديثه لـ “قلم رصاص”: لقد بتنا أشباحًا وذكريات، ونقتنص أي حدث يذكرنا بارتباطنا بهذا العصر. فما بالك بإنتاج إنساني مثل الرواية؟! على الرغم من كون واقع سورية اليوم هو التعبير الوقح والأكثر دلالة على طبيعة الأزمنة التي نعبرها. لقد أنهيت حقول الذرة، منذ ثلاث سنوات، أي، أنّها تصدر متأخرة بثلاثة أعوام. إنّها وإن كانت تنحو منحى سياسيًا اجتماعيًا، فلا أجيز لنفسي التفكير بالطريقة التي سيتلقاها القارئ، لتعدد التأويلات وكثرتها لا سيما وما زال حدثها مشتعلًا.
ويختم حديثه بالقول: بالنسبة لي، الرواية انتهت منذ شتاء 2014. منذ كتبت في النهاية (تمّت) لكنها الآن، تجيء لتخرجني من عزلة موجعة. لا لكونها روايتي الأولى إطلاقًا، بل لأنّ ما من شيء أكثر فداحة من إصدار رواية تتحدث عن خرابنا العظيم! لم أجرب مواجهة قارئ لا أعرفه بعد، لكن ما يحدث في سورية جعل تفكيرنا في اتجاه آخر. صحيح، كان من الإنساني أكثر أن أنتظر رسالة قارئ مجهول يقول لي انطباعه عن العمل. لكنني مستغرق في فهم ما حدث كما لو أنّه لن ينتهي؟!
وتنافست في الدورة السادسة لجائزة الطيب صالح العالمية 421 رواية، وفي مجال قصص الأطفال 63 عملاً مشاركاً، وفي مجال القصة القصيرة 232 عنواناً، وتوزعت هذه الأعمال على 60 دولة مشاركة، وقد حصلت “سورية” على المرتبة الأولى في مجال الرواية، والمركز الثاني في مجال قصص الأطفال كان من نصيب السوري نجيب كيالي قصة “العيد والارجوحة”. والمركز الثالث من نصيب السورية حنان المصري عن قصة (حكايات جيري).
يذكر أن “سومر شحادة” من مواليد مدينة “اللاذقية” عام 1989، خريج هندسة اتصالات وإلكترونيات، وحاصل على ماجستير إدارة تقانة.
خاص موقع قلم رصاص