علي فالح |
اختتمت فعاليات مهرجان المربد الشعري في مدينة البصرة العراقية، وكان الشعراء المشاركين قد وصلوا إلى البصرة قبل أيام قادمين من عدة دول عربية وأجنبية، قدموا إلى البصرة إلى مدينة يمثل الشعر حاضرها وماضيها ووجدوها تنتظرهم للاحتفاء بالشعر على شرف الشاعر البصري مهدي محمد علي (1945 – 2011) شاعر المنافي الذي كتب في حلب واصفاً المدن التي تتحول إلى سجون:
حين تصبح المدينة
سجناً كبيراً
ينبغي أن تكون حذراً
بسيطاً كحبة قمح
وصبوراً كالجمل.
بدأت فعاليت مهرجان المربد وكانت بوصلة المنصة في اليوم الأول تتجه كيفما شاء الشعر حيث انطلقت من الهند والشاعر أماجيك شاندان لترجع وتتجه إلى إيران مع الشاعرتين معصومة باقيان وأيدي عميدي ثم ترجع إلى لبنان مع الشاعر شوقي بزيغ ثم إلى بريطانيا والشاعر أندي كروفت لترجع شرقاً نحو الكويت والشاعر محمد هاشم المغربي ثم البحرين والشاعر مجتبى التنتان لتستقر في موطنها.
وجاءت القصائد معبرة عما به الأنسان وما يعصف في البلدان والمدن العربية من موت ودمار وخراب فكانت ثنائية الموت والحياة حاضرة ومتكررة وكانت تأتي لتنتصر للحياة وترفض الانهزام أمام للموت كما عبرت الشاعرة السورية سوزان أبراهيم: “أتيت من الحرب ولا أكتب عن الحرب” وما قالته مواطنتها صبا قاسم: “أنا أكتب
عن الحب في ظل الحرب”.
غيّر القاموس الشعري الحالي والذي تشكل مفردات الحرب ومرادفات الدمار وكلمات الخراب جزءاً كبيراً منه كان منهلاً لكثير من المربديين والعراقيين خاصة لما يشكل هذا القاموس من أثر في يومياتهم فتراهم قرأوا ينعون شهداء الحرب أو يمجدون أبطال الحرب أو يندبون مفقودي الحرب. فها هو كاظم الحجاج يعاتب الراحلة زها حديد ويسألها:
لماذا لم تصممي لنا وطناً
سياجه بعلو النخيل
عسى أن ينام أطفالنا آمنين من تجار
قريش.
وينشد البصري مسار رياض متفاخراً ومتأسفاً:
وكلما استيقظت حرباً
رأيت أبناء الشط ساروا خلفها حطباً…
وتخللت الفعاليات زيارة لبيت الشاعر البصري بدر شاكر السياب، وقرية جيكور ونهر بويب، وكذلك رحلة نهرية الى شط العرب وكذلك على هامش المهرجان كان هنالك ثلاث معارض للكتاب ومعرض للفن التشكيلي قامت به جمعية الفنانين التشكيليين ومعرض صور ووصلة موسيقية قدمها العازف البصري علي مشاري كما قدمت فرقة أوركسترا البصرة عزفاً متميزاً وكذلك قدمت الفرقة الشعبية في البصرة غناءً شعبياً وعزفاً فلكلورياً.
الجدير بالذكر أنه تم اختيار مدينة الإبداع والثقافة البصرة عاصمة للثقافة في 2018.
كاتب عراقي | خاص مجلة قلم رصاص الثقافية