عيسى الشيخ حسن |
سيكون علينا إذن أن نعدّ الحصا
في حساب الطفولة والذكرياتِ
يكون لنا أن نعود إلى حكمة صالحة
لتخطّي الفضاء المجاز
الفضاء الذي لا يحور إذا ناوشته الأغاني بحبّات أدمعها
لا يغيم إذا ناشدته الخطى
واستقالت بلا رحلة يانعة
وإذأً كي ننام طويلاً
فلابدّ أن نتغاضى عن البرد ِ
حين يحثّ الأصابع كي تتلاشى
عن الأصدقاء إذا لوّحوا دون وعد لقاء
إذا لوّحوا في مساء ثقيل
وإذا حال ما بيننا سفرٌ يستطيل
وإذاً سوف نغدق في همسنا صاعداً
في دروب الشتاءِ الذي يتأخر ُ
آه ٍ ونرمي على أوّل القلب بيتاً من الشعر ِ
تسكنه السيّدة
ولا بدّ أن ننتمي
ونطير إلى حلم ٍ من لغة
ويكون لنا أن نعود إلى شكلنا
ونسمّي تفاصيلنا
سيكون لنا بيدرٌ
وبيوتٌ من الطين تسعى إلى زرقةٍ ممكنة
ونهار يغنّي لنا فيه أيّوبنا عن سخام ٍ أليف
نغمّس حزن البلاد بأشواقنا
لتمرّ الصبابات في شارع الموت حتى النهايةِ
في المنعطف
وتكون لنا جرّةٌ من ضلوع الندامى
تحبّرنا باحتمال العنب
ويكون على الجمر أن يتثاءب دون حطب
وعلى النهر أن يستميح الجفاف
وعلى النمل أن يدخلوا في مساكنهم
وعلى اللاحقين أن يقرؤوا سورة الفاتحة
وعلينا إذاً أن نعدّ لها الورد والعطر والرائحة
سيكون على الغيث أن يستشير الهواء
على بسمةٍ لا تجيء بأن لا تجيء
على الصبر أن يتمطّى
على الحزن أن يستغيث بنصٍّ يجوس المساء َ الذي لاينام
أنجزتنا البلاغة يا صاحبي
ولدينا هنا وطنٌ من كلام
بتضاريسه ، وحدود مجازاته
والشواطئ ، والمدن الصاخبة
ولدينا هنا أرخبيل ٌ من الشعر واللغة الغامضة
جزرٌ من شروحٍ تفلّي الرثاء َ
قرىً تزرع النحو في آخر الصيف
كي تبكّر في بيع أخطائنا
ويكون علينا غداً
أن نحرّر وشماً على يدها
الفتاة التي حملتنا إلى أوّل الفكرة القاتلة
سيكون على همزة الوصل ِ
محو الخلاف الذي يتصاعد ُ
بين النداءات والخيبة المزمنة
ويكون علينا إذاً أن نخبّئ أطفالنا
سيكون الحداء ضئيلاً
ويكون النهار بلا سَمْتِه ِ
والدخانُ الدخانُ صبيّا ً لجوجا ً
لابثاً في الحياة القصيرة والوردة الذابلة
فاضحاً سيرة البرق والرعد والزلزلة
سيكون على البنت ألاّ تلوّح قبل اكتمال السفر
وعلى قلبه أن يخبّئ ضحكاتها لتعود إليه
على الموت أن يستريح َ
على البحر ألاّ يثور َ
على الخوف ِ أن يتحرّى ابتكاراته
وعلى الشاعر المختبي
أن يحثّ الحروف إلى حبره
وعلى النصّ
أن ” يتوارى من القوم من سوء ما “
قرأته الرياح ُ
وهزّت ظلالاً تخبّّئ في ثوبها الأجوبة
موقع قلم رصاص الثقافي