هادي قاصوص فنان تشكيلي من الشمال السوري محافظة إدلب /سلقين/ درس الفن دراسة خاصة، وكان ليه العديد من المشاركات الفنية الجماعية في سورية ولبنان وبعض البلدان العربية، عضو اتحاد الفنانيين التشكيليين السوريين فرع إدلب، حائز على شهادات تقدير وتوجد لوحاتي كمقتنيات عند الكثيرين والمهتمين بالفن التشكيلي. مجلة قلم رصاص الثقافية التقت الفنان التشكيلي هادي قاصوص وكان هذا الحوار حول تجربته الفنية:
ـ متى يرسم هادي قاصوص وأي المدارس أقرب إليك؟
أنا مزاجي جداً في الرسم ولا يوجد وقت معين أرسم فيه، لكني أرسم بهدوء يتخلله الصمت في بوح يختار ما لذ وطاب من الألوان، مثلي مثل بقية الفنانين ممن تاثروا بجميع المدارس الفنية الأوروبية، وأميل إلى الانطباعية والتعبيرية لأنني من بلاد جميلة بأفقها وطبيعتها الجميلة الساحرة، ودائماً الفنان يبحث ويحاول أن يصنع خصوصية للوحته التشكيلية بعيداً قدر الإمكان عن التشابه مع أي فنان آخر، لأجد نفسي كما أنا عليه الآن.
ـ ما هي المحطة الأهم في مشوارك الفني؟
أهم محطة في مشواري الفني هي أول لقاء للوحاتي مع الجمهور، وكانت آنذاك تجربتي انطباعية بحتة من زهور وأشجار وسماء وما، كان لها غنى لونياً وانطباعياً مهماً اسعدني حينها، وكان لها تاثيراً إيجابياً لمتابعة مسيرتي الفنية حيث عشت في صومعة اللون محاطاً بالقماش والألوان في بداية العام قررت أن أخرج من اللوحة الانطباعية للمشهد الطبيعي من شجر وزهر وسماء، وأن آخذ مساراً وموضوعاً آخر في لوحتي التشكيلية، وكنت أمام خيار واحد لا ثاني له وهو أن أجسد حالة إنسانية يعيشها شعبي السوري من نزوح ولجوء دون الانحياز إلى طرف ما ضد آخر، وكانت ولادة معرضي الأول في بيروت غاليري زمان أيضاً، وكذلك معرضي في الشهر العاشر 2015.
ـ كيف ومتى يكون بوسع الفنان التعبير عن هموم شعبه وتطلعاته؟
أغلب الفنانين يجسدون الواقع المحيط بهم بأسلوبهم الإبداعي والفني، وكبقية الفنانين السوريين أجد نفسي معنياً بطرح ما يعانيه أهلنا في سورية، وقد تنوعت اللوحات والألوان وخاصة في معرضي الفرديين الأول “أيضاً وأيضاً”، والثاني “لعب وجد” الذي أقيم مؤخراً في بيروت، ويمكن أن أقول: إن هناك حواراً مفتوحاً على نوافذ الروح والجسد والإنسان ككل في أعمالي بما يعكس تأثرنا بمعاناة أهلنا وشعبنا، وبمعاناة الإنسان ككل في هذه الظروف المأساوية التي يعيشها العالم.
ـ ما الصعوبات التي واجهتك كفنان سوري في بيروت؟
الصعوبات كثيرة بالنسة لنا في لبنان، خاصة عندما تقرر الاستقرار فيها بشكل قسري من غلاء معيشة وتأمين مستلزمات الحياة، إضافة إلى معاناة الحصول على إقامة، لكن لا أنكر أن لها الفضل الكبير في بدايات مسيرتي الإبداعية.
ـ أكثر ما يؤثر في هادي قاصوص الفنان في ظل الجنون الحاصل حولنا؟
تتعدد الإجابات حول ما يؤثر فيه في ظل هذه الحرب الملعونة التي تجتاح بلدي سورية لأجد نفسي أمام مشهداً فظيعاً ومؤلماً مستمراً على مدى ست سنوات، ومخلفات هذا الجنون مؤلمة للقلب والعقل وهي تفتك بنا دون رحمة، إن مشاهد القتل والدمار والتشريد والأطفال والنساء يؤلمني جداً ويُؤثر بي.
ـ من وجهة نظر خاصة الحرية المطلقة ليست دائماً دافعاً للإبداع، كيف ترى ذلك ؟ بشكل أوضح هل يمكن أن يكون التضييق دافعاً أكبر للإبداع؟
حين تولد اللوحة وتبرز بين الممكن والمستحيل هنا تكمن حرية الفنان لذلك الحالة الإبداعية عند الفنان موجودة في كل حالة يعيشها حتى لو وضعته في قفص لأن واقع الفنان مختوم بفضاء مخيلته وفكره ليترجم على اللوحة، لذلك لا تتعلق الحالة الابداعية في الحرية المطلقة أو لا حرية، وهذه وجهة نظر خاصة.
ـ كم معرض في مسيرتك الفنية؟
لدي العديد من المشاركات الفنية الجماعية في سوريا ولبنان والوطن العربي.
ومعارض الفردية: “أيضاً وأيضاً” غاليري زمان بيروت 2015، و”لعب وجد” غاليري زمان بيروت2017.
ـ ما هي كلمتك الأخيرة؟
ثبت لدي بالدليل القاطع أن الفن غذاء الروح، وحين تتراقص الألوان فوق بعضها تحدثنا اللوحة عن معاني تلك الألوان وفي الحالة الإبداعية لوحاتي جميعها تحمل رسائل إنسانية إضافة للمكون الفني في الأسلوب والتقنية لذلك جمهور لوحتي يشعر ويعلم ما يدور من فكر وموضوع داخل اللوحة، وكلما كانت اللوحة متقنة ومتميزة تثير الدهشة لدى المشاهد.
خاص مجلة قلم رصاص الثقافية