الكيلاني عون |
ما أناديه لا يستمع لبعض الحروف
أكلَّما ناديته
سقطَ جبلٌ في باحة النوم ؟
سأكوِّر الكلمات جميعاً وأُلقي بها في وجه قلبي إذاً
وأسمعها كاملةً وحدي قبل الحرب
أو بعدها
وأنتَ أيها الشتاء سأغطي عظامكَ بصوفٍ
لا عهدَ له بذاتهِ وأُحرق النارَ بأخرى أكبر
من فضيحةِ
هذه الأسواق كلها
لا أرتبكُ في الغابة وأنا أُحصي الأسماكَ
مطعونةً باعتلالِ الكسوف
دهاءٌ مربوطٌ إلى شجرةِ الغيم حصاناً يصهل نقاهةَ الردِّ
ما أُناديه سأناديه رغماً عنه
لا حيلةَ له ليضحكَ أو يبكي
لا نجاة من صلح القتلى مع القتلى والأحياء مع ما كنزوه
لشيخوخةِ الضّبط مذ هم يتنفّسون هباتٍ سُرِقَتْ
من فراغ الصيحة
أضاعوا نقودَ الفطنة وأعياداً تدحرج براميلَ الكافور الدهَّان
شعوبٌ تتدحرج
أنفاقٌ تَزجّ بالضوء في أكاذيبه وتتدحرج
ظلالٌ تنحني وتتدحرج
كَرَّاءُ ما صدَّقته الشاحناتُ يتدحرج
أنباءٌ مسروقة تؤوِّل هرجَ التدوين
حروفٌ تنحسر عن زعم الرحّالة
خلفٌ أمامَ نياشينِ الرمال
أأنذرتُهم أم مكَّنوا علفَ الممتهَن ؟
ما أناديه سأناديه وحده بكل ما لديه من بناتِ السفن
على أهبة الرقص منذوراً لبياض الأزرق
يعرفني لا يعرفني وأناديه
أرسمه قبل الدهاليز
وأُقارن بينه وبين الملح وأخذله بأسماء الطير الأخرى
وأُسْمِعَه عاداتَ الميازيب
أُعلِّمه شكَّ النرجس بذَكَر اللُّبان
أكتمُ عليه حورياتٍ أسرى
هُنَّ أسرى لا أكثر يخلبنَ كسلَ القُبل لا أكثر
يروِّحنَ عن جمالهنَّ بجمالٍ أكثر
سأكتم عليه الحجلَ القربان وأعجن نومه كمن يُشْرِك بالعفو
أقايضُ فكاهته بشروحِ الفكاهة
أرويهِ على مشارب نفسه كنفسهِ
وأَرِثه كما ترثُ المناديلُ المآقي
ثم أطعنُ ما بيننا من حبق المساءلة أسبي مرشدَه
لوكيلِ البروج وأضع بين يديه اقتفاءً
مدعوّاً لفصاحة اللذع الربَّان
كيف أُوثق جزيته ما أناديه ؟
لا أرى دنانيرَ غفلته، أحسبه يمشِّط سكينةَ الأشباح
ورقٌ أشباح
وسعاةٌ أشباح
لهم ما تركوه من قنص الفيافي
وأقفالٌ تُدهَن بالزّيت لتفتضَّ المفاتيحُ بكارةَ
ما ستجده من مؤونةٍ فرَّتْ بجلد غرائزها
سأُقوِّله ما قاله خلسةً للمحاذير قاطبةً
أُقلِّمه كأظافر النوم في خميس الرذاذ
وأقول له ولهم:
لا تشتروا أبواباً من دكاكين أشتري منها الأبوابَ
وحدي
أُكدِّس فيها جواريَّ كأنصابٍ أُكسِّرها وحدي
وأُدرِّبُ قدورَ المجازات إسكافياً بين هزائم النُسَّاخِ
لأبلونَّهم بدهاءِ النجَّارينَ
وعزائم المجاز
ناثراً الكُزبرةَ والحنّاءَ كضيوفِ الهدير
لطيورٍ من دراويش الكناياتِ
لأعيثَنَّ فرحاً بعمر الأليف
لأكلِّمنَّ طبولَ الرعد الحلاَّق
مذ أطبقتْ أنثايَ على زلَّةِ الحصن خطراتِ البنفسج
نعمةِ التيهِ البندقِ سيَّافِ اللحظات
وتفّاحُها لا ينام
مذ أطبقنا على شغبِ الصّعتر غيظِ الحُجَّاب المُرسَل
أدرنا الدفَّةَ للممسوسينَ بما سمعوا
شاعر وتشكيلي ليبي | موقع قلم رصاص الثقافي