ها أنا أعاود كتابة فلسطيني التي لا تعرفونها ربما التي تنسونها، ربما التي لا تحبونها أيضا؟ فلسطيني التي تتخفى تحت أجفان من يتقدمون صوب الهاوية دموعاً حارة يعشقها الحزانى لأنها تذكركم بكل صرخة سقطت وهي ترفع الأعلام والأغنية.. وهي مثل بسمة من يتبصرون ساعات الانقضاض فليعلم الغاضبون أوقاتهم بالبسمات السرية، وهي فلسطيني أنا صهدة وحرقة الرامقون صهيانة الزمن الترامبي الآتي بغضب الدهر وجروح التاريخ؟ فلسطيني التي لا تعرفونها أخالها تغتسل كل صباح بعطر يغار منه فوح الياسمين وهي الأرض كلها حين تتغنج بزهو الجميلات وهن يقلبن عشبها المحتضن للدماء، ويصففن طينها المسافر في الأجساد ويذرفن بكاء خنسائياً مريراً على آثار العابرين. فلسطيني عروس عجيبة غريبة تغار منها الشمس والجغرافية العربية تنكل بها وحادي الظالمين؟
فلسطيني التي لا تعرفونها؟ قصيدة ترقب الباقون قيد الغضب علها تثير نخوة السابقين في عالم عربي وإسلامي مات مند زمن؟ مات ولم يعد الشعر يثير فيه معجزاته؟ مات وترك موتا آخر يحصد على عتباته أطفالا وشيوخا فيقتلون بحقد وصايا المرضي النفسين وسادية لا تطاق، فيسحلون نكاية من عدو لدود لا يرحم ضد حليف ضعيف لا يصدم ؟ ولأنهم شهداء مستمرون دائما ودامعين دائما أيضا، أجسادهم قد ملئت تشويها وهي المنهكة بالازدراء والضغينة والازدراء والخيانة وبالقهر العربي الذي يستلمه قهرا صهيونيا في كيان الشر المطلق إسرائيل؟ وبعشرات الطلقات الرصاصية الحية هنالك في الرأس والصدر والقلب فيمرون قتلي كما القوافل عبر الأزمنة وكما الشهيد المجهول له الصبر، والصبر الجميل؟
فلسطيني، التي لا تعرفونها؟ أرقام هواية للباقون قيد الغضب العربي المدجن بالسحرة والأقزام والإخوان المسلمين والصهاينة؟ والمستمر بالسطوة المالية والأثرياء وبالنار المصبوبة حرقا حتى أمشاجا عميقة على خلفية من عرض عربي مند نهايات الحرب العالمية الثانية إلى يوم الدموع هذا ؟ والزناة هم الزناة بأكفهم والقوادة و زنى المحارم واللواط وبما استحي مظفر النواب قوله في مرثيته أولاد القحبة ؟؟ وبسطوة الإعلام والسلام تحت الموسيقيات وشراب الروح والاقتصاد وكرة القدم والأفلام الإباحية و ما خفي كان أعظم ؟
فلسطيني، التي لا تعرفونها؟ هي مدينتي عربية، إسلامية، مسيحية، يهودية للعالمين، هي مدينة الصلاة ؟ وهي عاصمة الدولة الفلسطينية العربية، وعاصمة جميع الأشياء المقدسة تحت ظلال الاسم ورغم كثافة الرصاص والعملاء والثورات المفاجئة؟
وهي ذات الدموع التي سكنت مآقي ياسر عرفات وجمال عبد الناصر وهواري بومدين، وحسن نصر الله، والبوطي، والهاشمي الشريف وأبو تريكة حزن مزج دمعا فلا تخطئه الأفئدة؟ دموعا من نقع الامبريالية الصهيونية وجبنا مزج مزجا بحنين الراحلين صوب مهاوي الموت وفرحة الحالمين بالاستشهاد أو كيفما يسمي؟ لكنه رحيل يمضي بأشلاء العاشقين للكف الرفض العربي الثوري والغضب المدمي بالصرخات الأبدية، صرخات تحرير فلسطين كل فلسطين؟
وهي وصية مقاتلي فتح الخالدة وشهداء الأقصى والجبهة الديمقراطية ووصية استشهاديي حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية في محافر الأرض أين يركنون جميعهم للانتقام الكبير. عرب ونصارى وشيوعيين واسلامين وقد مزجت دموعهم بالدم والعرق والصرخات ؟ وهي الدموع نفسها نراها اليوم فوق وجوه شبابا طلع بالسكاكين والطعن المقدس على مشارف الدار الأولى فلسطين، وفي كل مكان يحركه الغضب على المستوطنين و المستقدمين الصهيونيين من مدن الصقيع وموت المشاعر إلى تربة الحياة وسطوتها التي سوي البقاء قيد الكره لكيان الشر المطلق إسرائيل.
موقع قلم رصاص الثقافي