قلم رصاص |
يدعو غاليري ألف نون في العاصمة دمشق لحضور حفل توقيع رواية “عتبة الباب” للكاتبة السورية سندس برهوم، الصادرة عن دار “هاشيت أنطوان” العربية للنشر والإعلان “نوفل”، وذلك يوم الخميس المقبل 16 آذار ما بين الساعة 4 و 8 مساءً.
سندس برهوم كاتبة سوريّة، نشرت عدّة مقالات في مجلة شبابلك وجريدة بلدنا. نالت إجازة في علم الاجتماع من كلية الآداب في سوريا، ودبلوم علم نفس أطفال من الجامعة البريطانية، ودبلوم حماية طفل معنّف من المعهد العالي للبحوث السكّانيّة في سوريا، وماجستير في الرعاية النفسيّة الأوّليّة في مناطق الكوارث والحروب. تعمل اختصاصية اجتماعية في وزارة الصحّة السوريّة منذ عام 2000.. وتعتبر رواية “عتبة الباب” عملها الروائي الأوّل.
ومن الرواية:
اللعنةُ على الرحيل.. تُباغتني سَطوة المكان. كيفَ يقيّدُ لجدارٍ أو مصطبةٍ أن تسحبني من تلابيبي وتقيدني إليها لأظلَ ساكنة مكاني لا أقوى على الحراك؟ لم أعرفُ يوماً السلطة التي تمارسها عليّ عتبة باب دارنا لأتسمّرَ في مكاني عاجزة عن الرحيل، ربما هي الوطن بمعناه المختصر، قبل أن يكونَ الوطن حَفنة تراب وهواء، وقبل أن أتأمّل الحُب الذي يربطني بحارتي و مدينتي، بجبال وطرقات بلدي أو حتّى أحبابي. عتبةُ البابِ قويّة كالهواء، كرائحة التراب، عتبةُ بيتي هي هويتي بمعنى أو بآخر، إنّها علاقة سيطرة لا فُكاك منها، عتبةُ بيتي أقوى مني، ومِن كلّ ما تُخزنه ذاكرتي عن أشياء أخرى موجودة في وطني. كفى تنظيراً وكفى تُرهات، وليصمتْ جميع مُفكري العالم، ليكفوا عن البحث في أيديولوجيات تعلّقي بالأرض التي أعيشُ عليها، الانتماء واللغة والهوية والقومية والدين وعَلَمُ البلاد.. ليكفوا عن تبرير فردانيةِ الإنسان والقول أنّ كُل تلك المفاهيم تم اختلاقها كي أتمسّك بوطني ومن ثُمّ السيطرة عليًّ وتطويعي. وليكفَّ من يعارضهم أيضاً، هؤلاء الذين ما زالوا يثرثرون حول الهوية والشعور الوطني، وضرورة الانتماء إلى الأرض، ما أشعرُ به يتخطى كل هذه المفاهيم، ولم يعدْ يعنيني أن أكونَ في أيّ مكان آخر لولا هذه العتبة التي تُمارس سيطرتها على كُلّ مشاريعي وخططي الخبيثة بالانفلاتِ منها.
موقع قلم رصاص الثقافي