طرح حبك سريعاً الإصدار الجديد مني، أنظر في المرآة، فأراني أجمل، شعري أطول، وجهي متورد، عيناي صافيتان مثل غيمة، وجسدي أكثر تناسق مما سبق، كانت تعجبني الشامة في وجهي، وكنت أراها علامةً نهائية الصيغة، لم أتخيل أن أرى تحديثها في وجهك أنت… شامتان متناظرتان كعينين ، فتنتني فكرة أن يكون لديك زوجين من العيون، وأن تراني بأسٍ مربع.
***
اتصلت بي فجأة، وبدأت تقرأ، لم أكن أتخيل أنك تكتب الروايات، هل أخبرتك إنني قارئة جيدة، وإنني عندما أغرم بالقصة أعيش حياة البطل حتى النهاية، من الفريد أن يعاني بطلك من أزمة فيزيولوجية غريبة، انتقلت إلي سريعاً، الموضوع مربك هذه المرة، أسألك كل يوم: هل كتبت شيئاً؟ يبدو أنها حبسة الكتابة، أنا عالقة في الحكاية، اكتب أرجوك، أوجد مخرجاً ليرتاح بطلك، وأنا.
***
في العلاقات الإنسانية كان هاجسي أن يأخذني الآخر على محمل الجد، بعد خسارات الحرب صار هاجسي أن آخذ أي شيء على محمل الجد، لم أقف بتحفز في حياتي مثلما وقفت أمام غضبك الفارق، غضبك القادم من حزني، أنا لا أخاف منك يا حبيبي ، لكن تلك الرعشة الباردة في دمي… سأظل من أجلها مدينة لك بحياتي.
***
هل أخبرتك بأنني كائن سماعي، تأسرني الأصوات أكثر من الصور، ليست الحياة من علمتني أن أكون مستمعة جيدة، فالبدء كان بالكلمة، وحبنا بدأ من صوتك، كان من المدهش أن تمتلك هذه الحنجرة، حنجرة تستطيع أن تفصّل داخلها أي صوت بالمقاسات الدقيقة، حنجرة مسرحية لا تقدم الشعر فقط، بل عروضاً فذة عن اللغات الجديدة واللهجات النائية، حنجرة مثل بساط الريح أطوف بها العالم من غير تعب، مع أنني أرتدي كعب المسافة العالي بيننا، حنجرة تفاضل بين الأحياء والأموات، فتكسر قوالب النحو عن عدم التفاوت، وتصل الكمال، حنجرة تحفر في منجم الماضي والحاضر، وكلما قالت لي “أحبكِ” يشع المستقبل.
موقع قلم رصاص الثقافي