لورين المحمد |
طلبت معلمة الصف الثالث الابتدائي من تلاميذها إخراج أقلام رصاص وأوراق بيضاء..
“سنقوم اليوم بإملاء عفوية”.
لم تتضمن هذه المذاكرة الصغيرة أكثر من خمس كلمات باللغة الأجنبية.
وفي اليوم التالي اعترض أحد التلاميذ على خطأ قد صوّبته له المعلمة باللون الأحمر على ورقته، فوقف وقال:
“لا يمكن أن تكون هذه الكلمة خاطئة، أنا متأكد!!”.
فمن أين أتت هذه الثقة؟!!
………………………..
عندما كنت طفلة، لطالما لفتت نظري ملابس الناس، شكلها، ألوانها وأكثر من كل ذلك العبارات المكتوبة عليها والتي لم أكن أفهمها لأنها كتبت بلغة لا أعرفها.
ولطالما تساءلت عن سبب الكتابة على الملابس، هل من الممكن أن تكون رغبةً بإيصال رسالةٍ ما، وإن كان لابد من ذلك فلم لا تكتب بلغتنا العربية؟؟
وهل الأجانب يزينون ملابسهم بلغتهم أم بلغتنا؟!
عندما كبرت اكتشفت أن استخدام اللغة في تزيين الملابس ليست متبادلة بيننا وبينهم! وأكثر من ذلك أنني صرت أتمعن بمعاني العبارات التي تكتب على الملابس وبعضها غير لائقة، وتحمل ايحاءات مختلفة وغريبة عن مجتمعنا وقيمنا وعاداتنا فكرتُ لبرهةٍ أن ما يتوجب علينا فعله هو وقف استيراد تلك الألبسة إذا ما حملت معانٍ مرفوضة لدينا!!
لكن الأمر ليس استيراد فحسب، فمنتجنا الوطني بسعيه لإيجاد مكان له في المنافسة المحلية يقوم باستنساخ تلك الملابس الأجنبية شكلاً وليس بالضرورة قماشاً وتفصيلاً.
منتجنا الوطني للأسف ينسخ عبارات الملابس الأجنبية بلا مبالاة الباحث عن الربح فحسب. فلا يهم إذا ما نُسخت عبارة وسقط منها كلمة أو حرف سهواً. ويبقى المعنى في قلب الأجنبي!!
………………..
هكذا وصلت الكلمة إلى ذهن التلميذ في الصف الثالث الابتدائي لينسخها هو الآخر كما رآها ويجيب معلمته حين تؤكد أنها كلمة خاطئة التهجئة:
- “لايمكن أن تكون خاطئة، هكذا كُتَبِت على قميص والدي!!”.
موقع قلم رصاص الثقافي