طالب الروائي العراقي أسعد الجبوري بفتح تحقيق حول الأسباب التي دفعت اتحاد الكتاب العرب في دمشق استبعاد روايته «ثعابين الأرشيف» عن «جائزة دمشق للرواية العربية» التي أُعلنت نتائجها أخيراً، متهماً الاتحاد بـ«تقاسم المغانم». إذ اكتفت لجنة تحكيم الجائزة بدورتها الأولى التنويه بالرواية فقط، ما اعتبره الروائي عسفاً طال عمله، إثر تسرّب آراء بعض أعضاء اللجنة بأن الرواية كانت مرشحة للفوز بالجائزة الأولى، وقد استبعدت لأسباب رقابية، نظراً إلى وجود جرعة زائدة من الفحش في المتن السردي بما لا يتوافق مع أهداف الاتحاد!
علماً أن لجنة القراءة في الاتحاد سبق أن وافقت على طبع مخطوط الرواية لمصلحة «دار الينابيع»، وهو ما شجّع ناشرها صقر عليشي على ترشيحها للجائزة. ترصد الرواية بجرأة صريحة نشأة الفكر الوهابي في المنطقة وتاريخ الإجرام الذي مارسه أحفاد محمد عبد الوهاب، ممثلاً بالتنظيمات التكفيرية التي تعيث فساداً في معظم البلدان العربية اليوم. يستثمر صاحب «ديسكو لاند» الأسانيد والمقبوسات التراثية بما يتعلق بمفهوم النكاح في فضح مرجعيات التكفيريين، في حواريات متضادة تنطوي على مقدرة عميقة في نبش الفكر السلفي ونسغ الإرهاب الذي يضرب اليوم في الجغرافيا العربية المنكوبة، بجسارة سردية لافتة تمزج المرجعيات العلمية بالجنون التخييلي. وكان صلاح صالح أحد أعضاء لجنة تحكيم الجائزة الأعلى صوتاً في الدفاع عن «ثعابين الأرشيف» بوصفها «منجزاً نصّياً جليلاً يشكّل علامة فارقة في تاريخ الرواية العربية» ناعياً المستوى الذي وصل إليه الرقيب الرسمي في محاكمة النصوص الإبداعية، وازدواجية تفكير المثقف الرقيب.
الأخبار اللبنانية