الرئيسية » إبــداع » البيض يرى الأشباح (1)
لوحة للتشكيلي الشاعر الكيلاني عون

البيض يرى الأشباح (1)

الكيلاني عون  |

ليكنْ موشَّى بذاتهِ رسولُ الكمائن بنّاءُ

الرياحِ ممتحناً سلالةَ الخبر المتناثر

بسريره الشاحب رافعاً بقيَّة عينين

لشهوةِ الغيب، ليكنْ هاوية النذر

خفيفاً على شركاء المغاليق، وافْتَحْ ما يتراءى

لمُفتَضَحِ الدهاء يا شقاءُ،

إذِ السّقفُ فحولة هيئاتٍ

هكذا يُشيَّع الظلّ بمرآةِ أسرى المقادير

ها هو طليق بهرجة الصمت

لأذْرِفنَّ عليهِ قناديلَ الكسوف،

بساتينَ البرق،

حجلَ الحقائب وأمّهات التُّوتِ المدجّج

بطيورٍ لا مرئية.

لأَعْبثنَّ بفسطاط المنفى

متبرِّماً بجاليات الطرود المسفوحة بين الممرّات

الزجاجية كأنها حمّى تيجانٍ

تتشبَّثُ ذبائحُها بمضارب بكاءٍ

سَيُقادُ إلى مهلةٍ أخيرةٍ بعشبِ درايتهِ

فلْيبقَ مكانه

نذرك أغضى بالسّرو والطّرقات

فلْيبقَ بحروف منزله مموِّهاً أنينَ الجهات كلّها

ليبقَ مغسولاً بدمعكَ القديم

ومختار سهركَ الممزّق بالعابرين

سيدركها حوذيٌّ كهل، وهي تحدِّقُ عالياً

في مُطلَّقاتِ السهول 

عربته سلامٌ مغرورقٌ كانتظارٍ

فلوله مسرى كنايةٍ بيضاء

الآن خليلاتهُ يعرِّيهنَّ الشّهود

سيدركها يقينٌ منتهّكٌ بتدوينِ طهاةِ المرافئ

ريثما النّجارون ينحدرون بنعش الأصوات

ليتمهَّلِ الرسغُ الخفيُّ دعابةَ الشّبهِ

إنّها قطيعةُ قياسٍ

شاعر وتشكيلي ليبي  |  موقع قلم رصاص الثقافي 

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

سرابٌ بطعم الوطن

دَعُوهَا ليّسَ لَهَا مُسْتَقَرٌّ في ظلال ِ الياسيمن سرابُهُم في كفِّه وطنٌ التيه: هل من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *