عقيل أحمد، فنان سوري شاب، عشق الخط العربي منذ طفولته المبكرة، وراح يطوع الحروف بريشته فيحيلها لوحات فنية مازجاً بين الشعر والموسيقى والفن في ثلاثية إبداعية قل نظيرها، وأستطاع من خلالها حفر بصمته الخاصة في الوسط الفني.
يقيم عقيل أحمد في بيروت منذ سنوات، وهناك أسس لعوالمه الفنية الخاصة وشق طريقه بثبات في وسط معتل ويعاني.
ـ من أنت؟
عقيل أحمد، يتحدر من محافظة حلب، إلا أنه وُلد في مدينة دمشق 1988 وعاش فيها، خريج فنون جميلة وتطبيقية في جامعة حلب، أشتغل على الخط العربي منذ الطفولة، وحاولت أطور بالخط العربي وأخترع نمط بصري جديد.
ـ لماذا اخترت مجال الخط العربي ووظفته في اللوحات التشكيلية دون غيره؟
اخترت مجال الخط العربي ووظفته في لوحاتي التشكيلية دون غيره لأنه الخط الروحي الذي يتعلق بشخصيتي وهذا الأمر رافقني منذ الطفولة مع ظهور مهوبتي الأولى في الخط، وكان دائماً بذهني العمل على تطوير هذا الحرف وإغناؤه بصرياً بكافة الوسائل الممكنة، حتى صار أساس لوحاتي التشكيلية، إضافة إلى أن الخط العربي هو موروث ثقافي وأردت استخدامه في لوحاتي، قد يكون لدي في السنوات القادمة تجارب جديدة إلا أن الحرف هو المهيمن على لوحاتي.
ـ بمن تأثرت من الرسامين محلياً وعربياً وعالمياً في مشوارك الفني؟
تأثرت بفنانين كثر، وبداية تأثري كانت بالفنان جاكسين بولوك، وعلى صعيد الفن العربي خاصة الذي له علاقة بالخط العربي تأثرت بالفنانين خالد الساعي ومنير الشعراني والجزائري حمزة بونوة.
ـ ما هي أهم المحطات في مشوارك الفني، أين شعرت أنك انتقلت من مرحلة إلى أخرى؟
أهم محطة كانت بالنسبة لي فوزي بجائزة البردة الشريفة في الإمارات العربية العام الماضي، وكذلك شاركت بمجموعة أعمال في بينالي الشارقة.
ـ ما هي الرسالة التي تطمح لإيصالها من خلال لوحاتك؟
الرسالة التي أطمح إيصالها هي عن قدرة الخط العربي على الدخول بعوالم التشكيل أكثر، إضافة إلى تحويل المقام الموسيقي إلى مقام بصري أكثر، وأحاول في أعمالي الحالية أن أحول المقامات الصوفية السمعية إلى مقامات بصرية ومقامي الحجاز والصبا حاولت أن أرسمهما في لوحاتي.
ـ كيف يعبر الفنان عن هموم شعبه وتطلعاته؟
الفنان حالة اجتماعية لذلك دائماً هو مؤثر ومتأثر بما يحيط به وتجد أن ذلك التأثير يتجلى واضحاً في لوحاته وأعماله، كلما زاد إيمان الفنان بقضية شعبه سيكون قادراً على التعبير أكثر عن هموم ذلك الشعب وتطلعاته، لذلك كانت لوحتي.. ( مآذن الشام تبكي إذ تعانقني..وللمآذن كالأشجار أرواح )، أنجزتها بإحساس عميق حيث كانت مآذن سورية تبكي، وهي حتى الآن تبكي.
ـ ما الصعوبات التي واجهتك كفنان سوري في بيروت؟
كان مجتمعاً جديداً بالنسبة لي، الثقافة مختلفة قليلاً، هذه أمور كان لها تأثيرها علي بداية مشروعي الفني.
ـ أكثر ما يؤثر في عقيل أحمد الفنان في ظل الجنون الحاصل حولنا؟
أي شيء ممكن أن يؤثر في عقيل أحمد الإنسان والفنان، كل ما أراه أو أسمعه الموسيقى الصوت الصور والمشاهد التي أراها عبر وسائل الإعلام، وأسعى دائماً لإظهار الجوانب الجمالية لدى الشعب السوري بغض النظر عما يجري، وأحاول إيصال رسائل جمالية.
ـ الحرية والاستبداد، أيهما يمكن أن يكون دافعاً أكبر للإبداع؟
التطرف هو الإبداع بحد ذاته، الأشياء الجامدة ليس فيها إبداع، لذلك الجمال يكمن في التطرف، التطرف للون، التطرف للحب، التطرف في استخدام الحرف هنا يظهر الجمال، وهنا مواطن الجمال.
ـ كم معرض في مسيرتك الفنية؟
معرض فردي واحد كان في مسرح المدينة في بيروت، إضافة إلى العديد من المشاركات العربية والعالمية.
ـ كلمة أخيرة توجهها؟
الفن ثورة، كل شخص ينجز أعماله دون ثورة على الواقع لن يصنع الجمال أبداً، فالجمال يكون في الانقلاب على المفاهيم بشكل عام، إذا استمرينا على مفهوم واحد لن نتطور كبشر، لذلك إذا ما انقلبنا على ذواتنا وتطورنا يستحي أن نصل إلى ما نصبو إليه.
خاص مجلة قلم رصاص الثقافية