الرئيسية » رصاص ناعم » شعوب في عالم النسيان
لوحة للفنان أحمد معلا

شعوب في عالم النسيان

هناء الصلال  | 

حالة الهذيان تذكرني باننا أدركنا اللاوعي.. نعم عندما تفقد الأشياء ماهيتها ولا نصل ليقين به كل شيء غير صادق ولا مرئي ومشكوك به..

نحن ذلك الوهم الذي لا بريق له ولا يتبعه إلا البائسون الذين خذلتهم الحياة ليس إلا.. نحن الخرافة التي لا تصدق ولا تراها بالعين وإن كانت متخيلة تظل خرافة مستحيلة التصديق..

دخلتها كل الأفكار الشائبة وكل الشعوذات والدجل..

ويؤمن من هو مؤمن بأن الأمور تسير في مجراها.. وأتساءل هل يليق بنا صفة البشر..؟؟

نستغرق في بؤرة تلك الدوامة.. نتصارع ونتقاتل ونهلك.. ومن ثم نخزي الشيطان وندعي أنه من فتنه..

معاذ الشيطان من أفعالنا..تلك النكبات لا ينفع بها ندم وقول لا حول لنا ولا قوة قد حصل ما حصل .. نعم يحصل كل ذلك لأننا لسنا بشراً نحن شر أمة تركت العقل وتمسكت بالنقل وجرت الأهوال لشعوبها .. وما زال الكثيرون ممن هم مؤمنون بدعاة العلم والدين البريء من أفعالهم ويحلفون بمبادئهم.. لن نختلف لأننا  أصلاً لم نتفق ولن نتفق ما دام العدل له ألف وجه وألف أم وضاع به النسب..لا لومة للائم ربما نحن نتاج اللاإنسانية في زمن فندت الناس بين عاقل وعديم العقل ويجب ألا نغضب لو نظر إلينا الغرب على أننا عبء على هذه البشرية وزيادة في التعداد السكاني.. وخصابة شعوبنا دليل تخلف ولا حضارة ترتبط بتطوير هذا النسل..

السؤال الذي يثير فضولي ويلح عليّ بشدة ..

ألا تتعب شعوبنا من اجترار نفس السيناريو وتخرج بنفس النتيحة ولا تستخلص درساً ولا عبرة مما يحصل.. وأعود للسؤال من المسؤول الحكومة أم الشعب..؟؟

ألم نكن نستظل بمظلة حكومة واحدة فهل لون الحياة  في عيني أبيض وفي عيني غيري أسود .. لنختلف فالخلاف مطلوب ولكن لنترك هذا الخلاف الدائر عندما نكون أمام قضية وطن.. لقد أولمنا للغربان جواهر وذهب وسرقوا كل شيء ولم يتركوا لنا سوى الغضب..

وما يفيد غضب في القلوب محتقن يتبدد على مساحات الصمت.. للأسف نحن شعوب أبدعت بالحلم.. وتركت الظلام يبتلع الشمس وهي تنظر وتدق عل التنك ليترك الحوت فريسته ولكن هيهات مني ويجر..

ناموا أيها البائسون فالليل يليق بنا والصباح لأهله يستولدونه إذا تأخر.. ويستنسخون الصباح بألف صباح.. والنصر بألف والهزيمة تلو الهزيمة نحن نستنسخها عن غباء وعبث وليس عن علم وحنكة وهدف .. هناك من بيتهم الأبيض النساء تحكم العالم تنخي أنوف الرجال أو أشباه الرجال وأنصافها وهم بدورهم يقتلون الفضيلة بنساء العرب.. ويشجعون على التجارة بالرقيق وتشريد الطفولة ومن ثم الدعاء لهم واللجوء إلى الله كي يعجّل بالفرج ..من ذلك البيت الأبيض يوزع السواد على الشعوب الفقيرة والجائعة والمتصارعة على جغرافية وطن.. تبذل كل ما تملك في سبيل سفك الدم.. هناك من بيتهم الأبيض يحورون التاريخ وتسمى القدس عاصمة اسرائيل وتغتال فلسطين ويتحول صاحب الحق لمغتصب وارهابي.. ومن بيتهم الأبيض يوزعون الورق على الحكام والفوز تحدده نساء تتقن نتف اللحى تسيس الحمير .. ومن هنا إلى متى ..؟؟

كل شيء واضح فلماذا نختار دروب الضياع لماذا لا نعترف بالخداع .. مللنا الكذب ومللنا النفاق وأن الخسارة بطعم الحنظل ..وأحلنا الوطن لعالم من الدمار..

ألا.. يا أمة إقرأ أما زال التاريخ طلاسماً والحق تركة للغرباء .. أفقدتم القدرة على فك رموز خارطة الطريق وأوطان الضعفاء.. ومن الشام ينبعث المهدي المنتظر ..

مات فينا الضمير فلا فرق بيننا وبين صوان هذه الأرض..

خاص مجلة قلم رصاص الثقافية

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

رولا عبد الحميد تقول: إنها تجلس وحيدة في حضرة المحبوب

يقوم نص الرواية على حكاية حبَ بين حبيبين لا يلتقيان أبداَ، يدقَ قلبها، وتشعر بالاضطراب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *