آخر صورة ارتسمت في ذاكرته، رسومات دقيقة على الجدار.. بصماته التي لوثت الكراسي والأرضية.. مئزر أمه الراحلة، أمه الوحيدة التي كانت تقف في وجه أبيه.. الوحيدة التي كانت تخبئ له الحلوى، الوحيدة التي كانت تجعل جسدها درعاً لضربات والده.
استقبله الشارع بضجيج الأقدام وسلاسل من الحفر السطحية.. قطط تمارس شهوات شباط..
تفقّد جيوبه، فخرجت لعبة صغيرة بلون وردي جاف وخشن.. هو من وضعها تحت السرير.. هو من سرق كل الألعاب.. هو من يثير الفوضى ويزعج شهد ..
لم يكن الطريق سهلاً.. لم يكن قصيراً.. والليل !! ما أطوله ..
هل هي المصادفة التي قذفته أمام ذلك المكان؟ ربما قدره أن يقف ويتعرف على أمجد..
أمجد خبير بهذا النوع من البشر.. أعطاه ورقة نقدية من فئة الخمسمائة.. رماها في وجهه وبدأ اللعاب يسيل من فمه وهو يفهمه بالكاد أنه ليس شحاذاً.. كانت التأتأة وحركات يديه، وزوغان عينيه تخفي مقاصده، رغم ذلك فهم عليه أمجد وأطنب بالاعتذار والانحناء أمامه، أدخله إلى المحل.. تنشق رائحة الورد التي هجمت كالعاصفة إلى فتحتي منخاره الضخم..
كان ينفّذ خدمات بسيطة لأمجد.. مثل تحضير القهوة صباحاً ومساءً.. مسح الأرضية.. إغلاق المحل بعد انصراف أمجد..
أمجد خبير بهذا النوع من البشر .. أعطاه ورقة نقدية من فئة الخمسمائة.. رماها في وجهه وبدأ اللعاب يسيل من فمه وهو يفهمه بالكاد أنه ليس شحاذاً.. كانت التأتأة وحركات يديه، وزوغان عينيه تخفي مقاصده، رغم ذلك فهم عليه أمجد وأطنب بالاعتذار والانحناء أمامه، أدخله إلى المحل.. تنشق رائحة الورد التي هجمت كالعاصفة إلى فتحتي منخاره الضخم..
كان ينفّذ خدمات بسيطة لأمجد.. مثل تحضير القهوة صباحاً ومساءً.. مسح الأرضية.. إغلاق المحل بعد انصراف أمجد..
كل ذلك حصل في وقت قياسي، فهو أمين هكذا أفهم أمجد أصدقائه الذين تغامزوا فيما بينهم ..
في تلك الأمسية أغلق باب المحل وهو يحملها بين يديه.. لم يلفت انتباه أحد، فهو العامل الأمين، والكلب الوفي..
وصل إلى غرفته وهو يلهث .. رماها من بين يديه بمتعة كبيرة وصراخ داخلي مكبوت لدرجة الانفجار.. فأحدث سقوطها فوق السرير وشيشاً كالوشيش الذي يحدثه الحشيش في أذنيه..
انحسر ثوبها القصير، فبرز فخذاها كشمس بلون الزهر المشتعل.. اقترب منها وخلّصها من ثوبها الصغير.. بقي جزء صغير لا زال عالقاً على كتفيها، طوّح به فظهرت حمّالة الصدر، بنسيجها الناعم وتخريماتها المتشابكة البديعة.. فرك النسيج بأصابع غليظة، وأنفاس متلاحقة، يطير الرذاذ من فمه، فيمسحه بظاهر كفه..
مرر يديه فوق الفخذين الصلبين… أهذا ما يسمونه جسد الأنثى !
كيف ينسى تلك الليالي حينما كان يزاحم بيديه وكتفيه كي يشق ثقباً بين أجساد أصدقائه الضخمة، ليشاهد الصور السحرية التي كان يحضرها مازن ويجبر أصدقائه على دفع ليرة مقابل كل صورة يريدون رؤيتها..
بقيت قطعة صغيرة تغطي الجسد المشتهى.. تأملها كم كانت صغيرة.. كم كان نسيجها دافئاً ككفي أمه.. وتخريماتها أكثر اتساعاً.. نزعها بأسنانه، فأصاب الجسد الوردي بالعطب..
سقط فوقها وأجهش بالبكاء، فبعد أن مزق ثيابها، انتظر انفجار الدماء، انتظر أن يسمع صراخاً يزيده هيجاناً، انتظر أن تلفحه بلهاثها الساخن.. .. لكن بدل عن ذلك، خرج القطن الذي يحشو جسد باربي البهي، فظهرت بأقبح صورة ..
عادت إلى ذاكرته دمية شهد.. عاد ذلك اليوم الأسود يرفرف كرايات الشر التي يراها في أفلام الرعب.. يومها مزّق آخر دمى شقيقته.. وضربها بقسوة وهو يلوح بألعابها المدمّاة.. كم تمنى أن يمزق شهد بأسنانه، كم تمنى أن يقول لوالده: أكرهك وأكره بيتك، وأكره شهد..
كان صراخ أخته يملأ الحي.. وكان والده الحاضر الأول والشاهد على هذه الجريمة.. وكان قضيب الرمان يلتهم ظهره العاري..
ماتت أمه، واستباح والده ظهره…..
لملم جسده المنهك.. استند على طاولة صغيرة من مخلفات محل أمجد، نظر في المرآة فبرز وجهه المتعب، وظهر جسد باربي الممزق كخلفية أبدية لوجهه.
مجلة قلم رصاص الثقافية
الشكر أولاً لابداعاتكم
في الحقيقة ان ما تنشرون من مقالات و مواد أدبية تصلح لأن تكون أعمال ثقافية وأدبية يحتفظ بها القارئ ضمن ارشيفه
لذا أقترح ان تضعوا المجلة ضمن ملف بصيغة pdf فيقوم القارئ بتنزيله والاحتفاظ به.
أشكر لكم الإهتمام
أهلا بك صديقنا…
تصدر عن موقع قلم رصاص الثقافي مجلة قلم رصاص الثقافية بصيغة pdf وبإمكانك تحميلها من خلال الموقع.
شكرا لمتابعتك
دمت بخير
تحية طيبة
جميل ان نرى موقع راقي مثل موقعكم وماينشره من مواضيع ثقافية
في زمن انتشر فيه الاسفاف والجهل اكثر من القرون الوسطى.
تحياتي