عساف سلمان |
لاشك أن الحرب جريمة ومدمرة للبشر والحجر. وكل من يريدها أن تستمر فهو مجرم ومن يؤيدها لا بد أنه يعاني من خلل في عقله. وكثير من الكتاب والمسرحيين تناولوا موضوع الحروب في كتاباتهم وقاوموها واطلق عليهم كتاب ضد الحرب. أمثال يوربيديس وارستوفانيس والأخير كتب مسرحية “برلمان للنساء “ومسرحية “السلام “وصور فيها أن آلهة السلام قد تم اختطافها من قبل إله الحرب وذهب بطل المسرحية وأخرجها من الأسر وساد السلام باثينا وأصبحت بضاعة تجار الحروب كاسدة ولا سوق لها.
وكذلك كتب بريخت عدة مسرحيات مناهضة للحرب وكان أهمها الأم الشجاعة التي خسرت أبناءها في حرب ظالمة ولا ناقة لهم فيها ولا جمل.
والكاتب الامريكي اروين شو صاحب مسرحية ثورة الموتى الذين رفضوا أن يدفنوا وتم زجهم بالحرب في بلدان أخرى للسيطرة على ثروات تلك البلدان وهم في ريعان شبابهم دون أن يستمتعوا بحياتهم مع نساءهم أو رعاية أطفالهم.
وكذلك الكاتب برنارد شو الذي عرف بتسامحه ومقته للحرب وتجلى ذلك بوضوح في اعماله المسرحية مثل “تلميذ الشيطان” و”الرجل والسلاح” وكذلك مسرحيته “رجل الاقدار ” الذي يسخر الكاتب بها من نابليون وأطماعه بضم والاستيلاء على أراضي الغير وزج الجيش في الحروب.
ولا يمكن أن أنسى الكاتب الأمربكي ارنست همنغواي الذي شارك ببعض الحروب كمراسل صحفي وبين أهوال الحروب من أيام الحرب العالمية الأولى والثانية والحرب الأهلية في أسبانيا.
وكتب عدة روايات تتحدث عن مآسي الحروب وكوارثها على الانسان مثل: “وداعاً للسلاح ” وفيها ينتصر الحب على السلاح وعلى الحروب.
وكذلك “لمن تقرع الأجراس” ويتحدث فيها عن الحرب الأهلية في اسبانيا وكيف تدخل الروس والأمريكان في هذه الحرب والدمار الذي لحق بالإسبان شعباً وأرضاً. وكان من أهم ضحايا تلك الحرب الأهلية هو الشاعر الكبير “لوركا” الذي أعدم في ريعان شبابه وتنبأ عن موته بقصيدة رائعة يقول فيها:
وعرفت أنني قتلت
وبحثوا عن جثتي في المقاهي والمدافن والكنائس
فتحوا البراميل والخزائن
سرقوا ثلاث جثثٍ
ونزعوا أسنانها الذهبية
ولكنهم لم يجدوني قط»
ولكن من خلال المشهد السوري، والقصص التي نعيشها ونراها أو سمعنا بها، بأن المرأة أصبحت عبئاً على أهلها الذين نزحوا إلى مناطق أخرى، فيقوم الأب أو الأخ بتزويجها، والخلاص من مسؤلياتها وأحياناً تتعرض إلى مساومات ما بعد الزواج وخاصة إذا تم تزويجها إلى شخص لا يصون كرامتها أو يقدر على حمايتها. لأن المرأة هي الحلقة الأضعف في كل المعادلات للأسف.
وكذلك هناك مسألة تشغيل الأطفال في سن مبكرة منعاً من تسيبهم وتركهم دون رقابة، وذلك بسبب عدم وجود مدارس وإغلاقها وعدم توفير كوادر لها.
وأحياناً لمساعدة الأهل بالمصاريف العالية وخاصة في دول الجوار. وكلنا شاهدنا فيديوهات تعرض الأطفال للإهانات والاضطهاد.
ولا أريد التحدث عن الجوع الصامت والمسكوت عنه وغياب المنظمات الإنسانية والمساعدات بسبب مناطق النزاع ومنع وصول المساعدات إلى المستحقين.
والواقع أن الحرب لا ترحم أحداً وتطحن كل من تمر به ونتمنى أن رحاها تنتهي بأسرع وقت حتى يستعيد الناس جزءاً من توازنهم ونسيان كربهم.
خاص مجلة قلم رصاص الثقافية