لمى عصفور |
أقيم معرضاً للفن التشكيلي في مدينة حمص تحت عنوان: (سوريا بتجمعنا) وذلك بالتعاون بين مديرية ثقافة حمص ومشروع مدى الثقافي وبمشاركة نخبة من الفنانين السوريين.
سلّط المعرض الضوء على أهمية دور الفن التشكيلي التوعوي في زمن الحرب عبر عرضه لأعمال فنية نحتية وتشكيلية.
وكان من أبرز المشاركين الفنان إياد بلال وهو من أشهر فناني النحت في حمص، وله العديد من المنحوتات التي لاقت رواجاً وإعجاباً لدى الجمهور، والذي قال في تصريح خاص لموقع “قلم رصاص” حول أهمية فن النحت وعن سبب اختياره لهذا الفن: “أكدت مراراً أنّ للنحت أبعاداً وقيمة لأنه ذاكرة الحضارات والإنسان، ولأنه أرشيف الإنسان الأول فهو حامل للمفاهيم والأفكار”.
وأكد بلال أنه اختار النحت، “لأنه فن حقيقي وواقعي ملموس ومشاهد بلا مواربة، وتكمن أهميته بأنه فن من الفنون التي تعطي انعكاساً للواقع في مكان ما ولكنه أيضاً، إذا كان نافذاً فهو راسم للأفق، يفتح خيارات للإنسان والمكان للنهوض بالمجتمعات، كما أنّه يصوغ وعياً سابقاً للوعي الجمعي ويرسم ملامح ماسيكون”.
وقد أكد بلال بأن رسالة الفنان تكمن من خلال أعماله قائلاً: “أذهب في أعمالي بعيداً نحو أزمات الإنسان المعاصر، من الحب والموت والحرب والغربة، علاقته بالمكان والتماهي بمفردات معمارية وهندسية تخص المكان بحيث يتماهى معها كما هو تأكيد على العلاقة بالأرض بالذاكرة وبالتاريخ الموغل، بشريط ممتد لآلاف السنوات.
مشيراً في تصريحه إلى أنّه “يعمل بوعي فردي مكثف على اللاوعي الجمعي لمجمل الإرث الحضاري للمكان، للتعامل مع الرمز كمفرده تشكيليه واعاده صوغها كما يراها”…
واختتم قائلاً حول أهمية مشاركته في هذا المعرض: “إن المعرض هذا ليس الأهم أو الوحيد الذي أقيم في هذا المكان، حيث أقام والفنان أحمد الصوفي المعرض الأول في نفس المكان وكان بعنوان: “بدء اطلاق الحركة الثقافية وسط المدينه” منوهاً إلى أنه، “ليس مع معرض يضم سويات فنيه مختلفه، لكنه بالعموم مع أي فعالية ثقافية مهما تكن، لأن الفعل الثقافي أرقى من أفعال أخرى كالفساد والقتل والدمار على الأقل”.
وكان من بين الفنانين المشاركين الفنان “عمار الشوا” أحد أهم فناني محافظة اللاذقية والذي يُعد رائداً في الفن التشكيلي، حيث صعد بلوحاته الفنية لمجال أوسع من المدى السوري. ولدى سؤالنا له عن أهمية الفن ودوره بالتماس الواقع وعن الفن الرائد من الفنون برأيه، أجاب الشوى أنّ: “الفن التشكيلي عموماً عنوان شامل يجمع كل أنواع الفنون البصرية ومنها فن النحت”، مُشيراً إلى أنّ “الفن مهم وحيوي في تطور وارتقاء الشعوب وبالنظر إلى ما كان سابقاً من حضارات فإن الفن هو الباقي وهو الذي يحمل الرسالة عبر الزمن، حيثُ أن دور الفن متصل زمانياً ومستمر”.
وأضاف في معرض حديثه بأنّه “قم تمّ استبعاد الفن من جميع مناحي الحياة في الوقت الحالي، باستثناء بعض العناوين العريضة”، وهذا حسب تأكيده ما “أَوصَلَ إلى الفراغ الحاصل، فحينما تكون حصة الرسم والموسيقى والأشغال بلا أهمية، وحصة فراغ فمن الطبيعي أن نصل إلى مانحن عليه”، مؤكداً أنه، “إذا دُقِّقَ في التاريخ جيداً فسيُرى أن الفن أساس كل تطور فهو الذي يحافظ على المُخيّلة الفطرية التي أبدعت وتُبدع كل ما تم التوصل إليه”، مُحمّلاً الفنانين مسؤولية إعادة الفن لألقِهِ وأهميته حتى يتم الحفاظ على العقل المبدع والحر.
وعبّر الشوا عن سعادته بمشاركته قائلاً بأنّ “المشاركة مهمة جداً بالنسبة إليه وليست متواضعة”، وتابع حديثه بأنّ: “سورية تتميز بتنوع البيئات وهذا أمرٌ مهم جداً، فسورية تمتلك خصوبةَ إنتاجٍ فكري وحضاري متنوع بسبب البيئات المختلفة، وأنّ الفلكلور السوري متنوع وغني”..
واختتم الفنان “الشوا” حديثه بأنّ “رسالة الفن والفنان الحقيقيين تعمل على تجسيد كل ما يريد إيصاله الفنان الذي يمتاز بخصوصية بيئته ودفئها”، منوهاً أنه “لايستطيع أن يرسم اذا لم تحاكي كل لوحة من لوحاته قُدسية سورية وعمقها الحضاري والإنساني وهنا تكمن أهمية المعرض الفني الذي يُبرزُ الرسالة الفنية لكل لوحة”.
أما “معن إبراهيم” مدير ثقافة حمص فقد أكد أنّ “هذا المعرض هو حالة مختلفة عن جميع ما سبقه من معارض فهو نوع تشاركيٌ بين المعارض المدنية والمؤسسات الحكومية والمجتمع الأهلي المتمثل بمديرية الثقافة وجمعية مدى، مُنوهاً بأن هناك استعداداً تاماً لافتتاح معارض فنية جديدة واستقبال أكبر عدد ممكن من الفنانين.
خاص موقع قلم رصاص الثقافي