رضا مالك، حداثي القيام النوفمبري المتمرد، ومثقفه الثوري وقد مزج الثقافي بفضات الرصاص واستمر برصاصات المواقف؟
إنه القابض على جمر أحلامه والجمهورية التي آمن بها أول مرة ضد شموليي التابوهات وسطوة البهتان وفيس الأحقاد .
ظله ما يزال يستذكر بأشرس التوصيفات الإسلام السياسي التي ألقاها إسلاميو الغوغاء الكبرى عند مطالع تسعينيات القرن العشرين وما تلا ؟
فيس الأحقاد وأخوته رواد الفكر الإسلاموي وأسماءه، عروبيو الظلاميات والسلفية التي انتشرت كما رياح الوباء القاتل فسممت في جغرافية قيام نوفمبري حداثي غاضبة أحلامه.
رضا مالك تنشق نسمات صباحات أوراسه النمامشي الأشم، وتنشق فيما تلا أيامه الثائرة عطر بارود معارك الثورة وعرق الغاصبين مند أول القيام إلى أن رفعت شمس الفرحة الكبرى إلى كبد السماء بسواعد الشهداء والقسم العظيم ، في خضم السيرة التحق منذ أواسط خمسينيات القرن العشرين بطلائع الطلبة الجزائريين الغاضبين الراحلين صوب مواسم الحرية، واستمر بينهم مثقف صحفي، وكاتب مجاهد في أتون حرب التحرير وقد حمل أحرف قلمه فوق مقعده رئيساً لتحرير أولى جرائد النصر جريدة “المجاهد” الثائرة منذ السنة الثانية للنصف الثاني من عقد الخمسينيات إلى عام الاستقلال وأزمنة الزغاريد والأمهات والبارود والنصر المظفر.
ولقد ظل رضا مالك كذلك فلم يبدل، ولم يغير جمهوري كأنه ولدته أمه، ووطني لا يبالي بغير القسم وببيضة الحداثة. ظل متحدثاً منظراً لما أسماه الآخرون بالعلمانية الجزائرية التي رفعتها نخبة أرخت للثقافي الجزائري الأصيل والمتأصل ضد التشويه؟
ولعله بصداقاته وكاتب ياسين عمق الانتماء، و هو الذي أجاره في مدين سيدي بلعباس لإبعاده عن بطش اسلمو ودوامة غوغائيتهم التي اكتسحت الصفوف الجزائرية والجامعات والشوارع والمكتبات منذ أواسط ثمانينات القرن العشرين إلى أزمنة فيس الأحقاد وما تلا .
كتب مؤلفات عدة لعل، حرب التحرير والثورة الديمقراطية، كتابه الذي جمع حواراته ومقالاته وما كتب، فيما كتب أخرى كالتقليد والثورة والرهان الحقيقي رهان العصرنة في الجزائر وفي الإسلام ومفاوضات أيفيان التي كان ناطق باسم الثورة و الوفد المقام، وغيرها من الكتب تؤرخ لجدارة يقظة فكرته التي ترجل دونها.
رضا مالك، يكاد يشكل لوحده لبنة منفصلة من تاريخ الجزائر الحديث ووقف رئيس حكومة الجمهورية الجزائرية التي تلت فيس الأحقاد بما يمثله الأسمين، وبما يحلم به الطرفين، وطوال أيامه التي طالت نعمة ليرى وطنه حدائيا أكثر ربما، وقريباً من العصرنة، بعيداً عما دونها والإسلامويين والظلاميات كلها.
إنه في مخيال الأجيال الإسلاموية كلها منذ ما سبق فيس الأحقاد وأخواته وما تلا كان فزاعة التهم الأخطر عن مستقبل جزائري علماني لائكي مظلم مثلما وصفه أعداءه، ظل أحادي الفكرة.
ضمن أجواءه الفكرية وانخراطاته السياسية والثقافية ورفقاءه من الغاضبين والغاضبات على قسم النازلات الماحقات لأجل الأطفال و حمائم طينة الشهداء .
تنويه : توفى رضا مالك عشية 29/07/2017 في الجزائر.
موقع قلم رصاص الثقافي