قلم رصاص |
تعرض أحد الشعراء العرب لاعتداء بالضرب خلال مشاركته في مهرجان “سيت” الشعري في فرنسا، وقد كان المعتدي وهو من أصل عربي مقيم في فرنسا قد برر فعلته تلك بالقول: “إن الشاعر قد أساء للإسلام في قصائده التي ألقاها”.
وقد تمكنت الشرطة الفرنسية من التعرف على الشخص المعتدي من خلال مراجعة أشرطة الفيديو إذ أن الشخص قد غادر المكان بعد أن ضرب الشاعر متهماً إياه بالإساءة للإسلام، ولكن لم يتم توقيفه لعدم وجود إدعاء شخصي، ومرد ذلك أن الجهة المنظمة للمهرجان تدخلت لدى الشاعر لعدم إثارة ضجة حول المهرجان لأسباب تتعلق بالتمويل وانتخابات البلديات الفرنسية ولا يريدون أن يتم توظيف الأمر لصالح خصومهم.
وأثار هذه الحادثة الصحفي والكاتب جوزيف عيساوي (دون ذكر اسم الشاعر المُعتدى عليه) في الوسط الثقافي خاصة بعد تدخل بعض الجهات الفرنسية المنظمة للمهرجان ومنعها الشاعر من تقديم شكوى رسمية لأخذ حقه من المعتدي، ورأى في ذلك إهانة كبيرة للشاعر وللشعراء العرب جميعاً، ووجه انتقاداً للمثقفين والشعراء الذين لم يتضامنوا ويصدروا بياناً تضامنياً مع الشاعر المُعتدى عليه.
وتساءل عيساوي عبر صفحته في الفيسبوك: “ماذا لو كرر المعتدي فعلته وربما استعمل عصا أو خنجراً؟ من يحمي منه الشعراء وهو فعل ما فعل وبقي في المكان؟ وكرامة شاعر اعتُديَ عليه وهو في حرَم مهرجانكم المصون؟ أحساباتُ بلدية وانتخابات أولى للمهرجان من حياة إنسان وحقه في الإدعاء على من تعرض له؟ أهكذا يحتفى بالشعر والشعراء؟ وكل هذا ولم يفكر أي من زملائنا الشعراء بإصدار بيان استنكار تضامناً مع الشاعر ضد المعتدي على الأقل. أو حتى بكتابة بوست أو أشارة على فايسبوك. إلى هذا الحد للمهرجان ومنظميه سلطة يهابها ويخضع لها الشعراء؟”.
كذلك قال الأستاذ شفيق نيهمي معلقاً على هذه الحادثة: “أبشع ما في الأمر أن فرنسا أصبحت بلداً لا يأمن فيه شاعر أو مفكر أن يقول ما يريد.. والأخطر: اعتياد وتمرير اعتداء المتخلفين والظلاميين والتجاوز عنهم تحت ألف حجة وذريعة”.
خاص موقع قلم رصاص الثقافي