لمى عصفور |
لم يعد خافياً على أحد كم هو كبيرٌ أثر السينما والدراما السوريتين ودورهما الفعال في تجسيد الواقع السوري خلال الوقت الراهن، أفلامٌ عديدة صُوّرت وكرّست قصصها لتحاكي الواقع المؤلم الذي تعيشه سورية في ظلّ ما تشهده وواقع مجتمعها المدني وحجم تضرره بفعل الحرب.
بعد صدور عدّة أفلام لاقت رواجاً في قصصها المحاكية لآلام السوريين ومعاناتهم من الممارسات الإرهابية، أُلقيِت الأضواء على السينما السورية من جديد، وعاد الرهانُ على دورها بعد أن سُلِبت الأضواء منها وسُلّطت على الدراما التي لم يكُن لها تأثيرٌ كبير في السنتين الأخيرتين كما هو متوقعٌ من المشاهد السوري ورُبّما العربي الذي اعتاد على مستوىً أعلى من الحرفية الدرامية قصةً وتمثيلاً، وبالصيت الذي ذاعَ لعدد من الأفلام التي جسّدت حكاياتٍ واقعية كفلمي «رد القضاء ومملكك الرمال» للمخرج نجدت أنزور، عادت السينما السورية اليوم لتشغل حيّزاً واهتماماً واسعاً من السوريين، وآخر ما تمّ إنتاجه في السينما السورية فلم «ماورد» للمخرج أحمد إبراهيم أحمد الذي يروي قصة قرية شامية لها وضعها المأساوي حيث شهدت القرية معارك عنيفة واشتباكات أدت لدمارٍ كبير في بنتيها، ورغم ذلك ماتزال تعيش القرية وتحافظ على مقومات الحياة بكل تفاصيلها.
ويركز الفلم في قصته على الواقع التعليمي والمجتمعي، مشهد البداية في فلم «ماورد» هو لدخول الجيش السوري إلى القرية لتحريرها من مسلحي تنظيم داعش، ليعتمد المخرج على تسلسلٍ زمني يبدأ بالوقت الحالي ليعود تدريجياً الى خمسينات وما تلاها من تغيرات اجتاعمية وسياسية في الوطن السوري ييعيدُ الأذهان للمقارنة بين الماضي والحاضر المؤلم، وتروي القصة أمرين اثنين، أولهما قصة حب لفتاةٍ تُدعى “نوارة” تعمل في تقطير زيت عظو الوردة الشامية، والتي يقع في حُبّها ثلاثة شُبّانٍ يختلفون فيما بينهم بالسلوك والتيار السياسي المُنتمينَ إليه، فمنهم من هو محافظٌ وآخر قومي وثالثٌ ليبرالي، يلعب أدوارهم عبداللطيف عبد الحميد وفادي صبيح ورامز الأسود، والأمر الثاني هو الضرب في المدارس، حيث يعرض المخرج الفكرتين بطريقة واقعية تلامس التغييرات الإجتماعية الحاصلة خلال الأزمة ومدى انعكاس سلبياتها على المجتمع السوري.
ويُذكر أن قصة الفلم مقتبسة من رواية “عندما يقرع الجرس” للأديب محمود عبد الواحد، سيناريو وحوار سامر محمد إسماعيل وإخراج احمد احمد الذي اعتمد في تصويره للفلم على اكثر من موقع، فمزج البيئة الشامية مع الساحلية، ويقوم بدور البطولة رهام عزيز ملكة جمال الاردن بدور (نوارة)، ونورا رحال بدور شابة فرنسية تدعى (لوسيان)، وعبد اللطيف عبد الحميد بدور (الشيخ قحطان)، رامز الأسود بدور (غائم)، وفادي صبيح بدور (ثائر)، ووسيم قزق بدور (نايف)، وفنانين آخرين كأمانة والي،لجين اسماعيل، يوسف المقبل، وفاء عبدالله، سعيد عبد السلام، والطفل علي حسين، وقد لاقى الفلم رواجاً ملحوظاً سواءً على مستوى السينما السورية أو السينما الدولية.
موقع قلم رصاص الثقافي