وليد السابق |
تقول جدتي أنها وجدتني
بعد ليلة قمراء
فتَحَت باب الفجر
لدجاجاتها
في العراء
فكُنتُ هناك
معلّقاً .. بين الليل والنهار
أحملُ في جعبتي
خطيئتين
.
مرّ الغجر بقريتنا
وحين رحلوا تركوني صغيراً
أمي كانت راقصة .. سمراء
يتموجُ في شعرها الأسود
حقل صنوبر بري
ودنُّ عسل
.
أمي كانت راقصة غجرية
يتكسّرُ خصرها العاجي فوق عيونٍ حالمة
تحبُّ اللهَ .. والنهر .. والشجر
تُحبُ الحرية .. والعربةَ .. والعُشاق الكُثُر
.
تقول جدتي أنها تعرفُها
حين تميلُ اللوز مع الريح .. فتلكَ مساكِنُها
حينَ النَحل يضلُّ طريقٌ خليتهُ
ذاكَ عِطرها
حين أنامُ
حينَ أفكّرُ .. بالدفء الأزلي الأزق
خطيئتها
.
جدتي تكذبُ حين تخبرني الحكايا
تجعل اللصُ راهباً
و تُخرجُ من العتمِ .. ضياءً .. وأخيلةً .. ومرايا
تنفُخٍ في بوقها السحري
ثلاثاً
فيولدُ في الكوخ الحقير دفء .. وحياة
.
جدتي التي لم أراها
مازالت .. تراسِلُني من هناك
وتقول
الدربُ الطويل .. قادم
كاتب وشاعر سوري | مجلة قلم رصاص الثقافية