توفي الفنان اليمني أبو بكر سالم (1939 – 2017)، وأبو بكر مغني وملحن وشاعر وأديب سعودي من أصول حضرمية انتقل للسعودية منذ سبعينيات القرن الماضي عاش متنقلاً بين عدن وبيروت وجدة والقاهرة إلى أن استقر في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية.
ولد في 17 مارس 1939 بمدينة تريم التاريخية في حضرموت، وسُمي “أبو بكر” تيمناً بجده العلامة أبو بكر بن شهاب أحد أبرز علماء حضرموت في ذلك الوقت. نشأ في أسرة عريقة وتربى في رعاية جده زين بن حسن وعمه حبشي ووالدته الصالحة بنت السيد عمر بن حسين الكاف وعدد من أعمامه؛ إذ توفي أبوه مصابا بالاستسقاء وابنه أبو بكر لم يكمل عامه الأول ولم تتزوج والدته بعد أبوه وبقي أبو بكر وحيدا دون إخوة في بيت جده الكبير برفقة والدته، فدرس بمدرسة الإخوة في تريم، وهي المجاورة لمنزلهم، وتعلم على يد عدد من أقاربه القرآن الكريم ومبادئ العلوم، وقد أظهر تفوقاً ملحوظاً في علوم اللغة العربية والشعر وظهرت مواهبه الفنية منذ صباه. ثم عمل في مجال التعليم لمدة ثلاث سنوات بعد تخرجه من معهد إعداد المعلمين. فعمل مدرسًا لمادة اللغة العربية في مدينة تريم، ثم في مدينة عدن، ثم اتجه نحو الغناء والطرب، ومارس إلى جانب ذلك عددًا من الأعمال التجارية. وكان يؤذن ويردد تكبيرات العيدين في بعض مساجد مدينة تريم، واشتهر في صباه كمنشد للأناشيد والموشحات الدينية، وكان يشارك بعض أعمامه في إنشاد بعض الموشحات الدينية في عدد من الحفلات، بالإضافة إلى أنه كان مُولعاً بالأدب والشعر والغناء الذي مارسه بشكل رسمي بعد الإنشاد.
كتب أول اغنية له من كلماته عند بلوغه السابعة عشر من عمره وهي (يا ورد محلى جمالك بين الورود)، ولديه ديوان شعري سماه «ديوان شاعر» قبل الطرب تحتوي القصائد التي غناها والفنانين الآخرين أيضا.
أجاد ألوان الغناء العربية المختلفة؛ فقد برز في الغناء الحضرمي الذي بدأ يمارسه منذ بداياته الفنية، وقدم أكثر من عشر أغانٍ منها: (قال المعنى لمه)، و(مسكين يا ناس)، و(يا ليل هل أشكو)، و(وامغرد)، و(بات ساجي الطرف)، و(أحبة ربى صنعاء)، و(رسولي قوم)، و(مجروح) و(أصيل والله أصيل)، بالإضافة إلى القصائد الفصيحة لأبي القاسم الشابي وجده أبو بكر بن شهاب، وأيضاً الحفلات الغنائية في مهرجانات الأغنية العربية المتعددة. وتغنت أغانيه من قبل فناني الوطن العربي مثل وليد توفيق وراغب علامة، بالإضافة إلى فناني الخليج العربي مثل طلال مداح وعبد الله الرويشد، بالإضافة إلى كتابته وتلحينه أغاني لكبار فناني الوطن العربي، مثل الراحلة وردة الجزائرية. كما لديه «ديوان شاعر» قبل الطرب يحتوي على القصائد التي كتبها طوال مشواره الفني والأدبي منذ دخوله عالم الفن والأدب عام 1956. ويلقب بـ”أبو الغناء الخليجي”.
حصل على العديد من الجوائز وقُلّدَ عدداً من الأوسمة، ومنها جائزة أفضل صوت في العالم من منظمة اليونسكو لطبقات صوته الفريدة، وجائزة أوسكار الأغنية العربية ولقب “فنان القرن” من جامعة الدول العربية في شرم الشيخ بعد مرور 50 سنة من عطائه الفني.
موقع قلم رصاص الثقافي