اللوحة للفنان التشكيلي يوسف حداد

من رماد

منال حمدي  |

تسبّحُ بأسماء توالت على قلب مشوَّش تكاثرتْ فوقه مساكن عامرة بمجانين. مختلٌّ إحساسي بين ضلوعي مرتبكة أظافري التي مزقتُها بأسناني، ربما أستطيع ابتلاع قصاصات ورق رتبتُها ذات مساء بأناقة ووشّحتُها بحروف اسمك. فأنسى أنين الدمية التي بعثرتُ شعرَها المحنّط داخلي، ثم أقفُ على حافّة حلم مبتلٍّ بما تبقى من أنفاسك،  يختبئ في حلمي عصفورٌ جائعٌ وضالّ ينام فوق حائط أمامي !

أراه ولا أراه، ويراني ولا أراه !

ثم أحمل فرحي إليك في حقيبتي الصغيرة، تلك التي كنتُ أضمُّها على وجعي، ثم أنتعلُ حذائي بكعبه العالي لأقطع المسافات إليك.

أتعثر أحيانًا، أقع أحيانًا كثيرة، ثم أضحك وأبكي، وأنا أحلم بزهر يكبرُ تحت شجر العمر، لألتقيك..

أنتظرتك…

السنوات توالت وما زلتُ أوقظ داخلي بملامحك وجه أبي!

علّ انتظارك لا يغرقني بأنفاسه من جديد.

أغسل شفتيه من بقايا حديث ذبحته الشمس.

أغسل شعره المسترسل شلالًا من حبرك المتجمّد في قصاصات ورق قديم. ألبسه معطفك المعطّرُ في خزانتي. أعيد له ساعتك التي أخذها الوقت.

وأنزل إلى قدميه، أساعده في انتعال الحذاء. ثم لا أعطيه خاتم الزواج. أبقي عليه في جيبي المثقوب، كأنه وجعي.

يذهب هو، وأبقى أنا..

أمشي كثيرًا حتى أنتبه إلى الرمال وقد انسربت من جبيني. لا خاتمًا في جيبي ولا حتى رمال!

ثم أراك كالسراب على مسافة مني! تعيد له عطر الشفاه، ومعطفه الوحيد، وساعته المحنطة من جديدٍ، لأرى خلفك حائطًا من رمااااااااااااد..!

مجلة قلم رصاص الثقافية

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

النسّاجة

عندما زارنا أول مرة كنت قد كبرت شبراً إضافياً، مسّد على شعري، داعب أرنبة أنفي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *