د. نصير جابر |
حينما صدرت رواية (ساعة بغداد ) وتناوشتها الألسن بالنقد المقذع والسخرية المرّة …لم أكتب كلمة واحدة بحقها لأنّ تلك الضجة كانت في أغلب مفاصلها مجرد ظاهرة( فيسبوكية) استعراضية لاتمتّ بصلة للنقد الموضوعي و العلمي وكان بها من التجريح غير اللائق لشخصية الكاتبة التي كانت جنايتها كلها أنها طبعت ما ظنته (رواية)…وهذا حقها الشخصي…ومن المعيب جدا المساس به.
وقد خدمت تلك الضجة…الرواية فتوالت طبعاتها بسرعة لم يكن يحلم بها حتى (نجيب محفوظ) رحمه الله في أوج عظمته وشهرته، وقابل تلك الضجة السلبية ضجة أخرى مغايرة طبلت لـ(ساعة بغداد) وكأنها الفتح الجديد في السردالعراقي المعاصر ..وقد لفت انتباهي أن هناك روايات أكثر بساطة وتعاني من سذاجة لغوية وفنية أوضح مما تعانيه (ساعة بغداد) …لكنها مرّت مرور الكرام ….أي كما كان يجب لمثلها أن تمر …بصمت وتجاهل رسمي وشعبي
بينما مع شهد الراوي، اختلف الأمر لأسباب كثيرة …كان (الفيس بوك) أهمها مع أسباب أخرى تتعلق بطبيعة المتابع العراقي .
لكن حينما وجدت (ساعة بغداد) في قائمة البوكر الطويلة لعام 2018م ..أصبت بدهشة …وتصورت الأمر في البداية مجرد مزحة من أحد ظرفاء الفيس بوك.. لأن هذا الأمر.. كما أظن… هفوة علمية… لأن النقد علم… ولا يمكن لكل من يحترم عقله أن يتجاوزهذه الهفوة.. وكلامي طبعا موجه للقائمين على هذه الجائزة حصراً التي من المفترض إنها جائزة مهمة لها سياسة مدروسة ودقيقة في اختيار العنوانات المتنافسة، وحينما تخالف كل المقاييس المعروفة التي يتوافق عليها كل من له دراية بالأدب وفنونه…فذلك أمر يدعو للدهشة والغرابة… لأنه بكل بساطة…(ساعة بغداد) تفتقر لأبسط مقومات العمل السردي العادي والعادي جداً وليس المائز، وظهورها في القائمة الطويلة… إساءة بالغة لعلم النقد وأسسه وتنظيراته القارة ….لأنهم بهذا الفعل كانهم قالوا تلميحاً (هذه أفضل رواية )…ويعرف من له أبسط معرفة أن بعض الروايات العراقية المرشحة التي نعرفها …أفضل بكثير من (ساعة بغداد)…فما بالك بالروايات العربية التي لانعرفها.
فماذا جرى ؟
وما هي المقاييس التي اعتمدتها اللجنة المكونة من (المسرحي الأردني إبراهيم السعافين (رئيس اللجنة)، والأكاديمية المترجمة الروائية الشاعرة الجزائرية إنعام بيوض، والكاتبة المترجمة السلوفينية باربرا سكوبيتس، والروائي القاص الفلسطيني محمود شقير، والكاتب الروائي السوداني الإنجليزي جمال محجوب).
إن الترويج والتلويح بنماذج بسيطة وكأنها (متقنة) أمر بالغ الخطورة لأنه سيفتح المجال لكل (خواطرجي) و(خواطرجية) أن يثق بما يكتبه، فما دامت (ساعة بغداد)….قد وصلت إلى البوكر …لما لا تصل الرواية الفلانية والعلانية.
هامش:
قرأت ساعة بغداد لمرتين، لست من أعداء النجاح …لأنه ليس هناك نجاح أصلا بحسب وجهة نظري..بل ضجة والفرق هائل.
كاتب وناقد عراقي | موقع قلم رصاص الثقافي
ماهو النقد العلمي الذي قدمه الدكتور في هذا المقال ؟! هل كتابة رسالة تحريض للجنة البوكر يعد نقدا ؟ ثم هل بالإمكان ان يطلعنا الدكتور على مؤلفاته النقدية القيمة حتى نعرف منهجه النقدي ،؟ هل قرا الناقد كل الروايات المرشحة ليبدي رايا ساذجا وشعبيا مثل هذا ؟