صمتَ السوريون فجأة، ولم تعد هناك جلبة في صفحات الفيسبوك، وما قيمة الفيسبوك إن لم يُزينه السوريون ببهاء حضورهم وتعليقاتهم، تخيّلوا الفيسبوك بلا سوريين، ليس ذلك وحسب إنما قد يُعيدنا سريان قانون الجرائم الإلكترونية في سورية إلى حقب الخمسينات والستينات وتنشط النكتة السياسية ونعود لاستخدامها مع الكناية للتعبير عن مكنونات أنفسنا..
لا يعرف السوريون حتى اللحظة تفاصيل قانون الجرائم الإلكترونية، وليسوا وحدهم من يجهلون تلك التفاصيل بل حتى الذين سيقومون على تطبيقه يجهلونها، وهذا ما جعلهم ينكفئون بانتظار توضيحات بهذا الخصوص، فهم اعتادوا أن يكون أي قانون فرصة للتشفي والانتقام خاصة في أيام تطبيقه الأولى حيث تكون “الحديدة حامية” كما يُعلقون ساخرين، وعلى هذا لا يريد أحد منهم أن يكون “كبش فداء” ريثما ينقشع الغبار.
كذلك هم لا يعرفون إن كان للقانون الجديد مفعولاً رجعياً حتى يقوموا بحذف بوستاتهم وتعليقاتهم ولايكاتهم التي لا تتوافق مع مواد القانون.
وفيما يلي محاكاة لبعض العقوبات التي نص عليها قانون الجرائم الإلكترونية الصادر مؤخراً :
المادة (٤٣): فيما يخص الجُنح:
يُعاقب كل مواطن سوري يعيش داخل الجمهورية العربية السورية ويسيء استخدام وسائل التكنولوجيا والاتصالات؛ بالسجن وفق اللائحة التالية:
أعجبني: من ١٥ يوم إلى ثلاثة أشهر.
قلب الحب: من ثلاثة أشهر إلى سنة.
الوجه الكالخ: من ستة أشهر إلى تسعة أشهر.
الوجه المندهش: من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر.
الوجه الباكي: من عشرة أشهر إلى سنة ونصف.
الوجه الغاضب: يُطلب واضعه للتحقيق للتأكد من حقيقة غضبه، إن كانت نتيجة سخط، يُعاقب بالسجن من سنة إلى ثلاث سنوات، أما في حال توفر الأدلة التي تثبت أن غضبه نتيجة رفضه للكلام المكتوب وما ورد فيه من تجنٍ يُطلق صراحه، ويُعين آدمن في إحدى الصفحات الوطنية.
وتُعتبر كل جريمة من الجرائم السابقة جنحة، وأما فيما يخص الجنايات، فتنص مواد القانون على التالي:
المادة (٤٤) :
يُعاقب بالسجن كل مواطن يُشارك بوستاً مسيئاً إلى هيبة وسيادة الدولة وموهناً نفسية الأمة إلكترونياً بالسجن من سنتين إلى خمس سنوات.
المادة (٤٥) :
يُعاقب بالسجن من خمس إلى سبع سنوات كل مواطن يضع (لايكاً) على نعوة ميت، وكل مواطن يضع (قلب حب) على خبر وفاة، وكل مواطن يضع (أغضبني) على خبر زفاف، وكل من يضع (ادهشني) على فيديوهات عضو مجلس الشعب محمد قبنض، أو أي عضو آخر.
المادة (٤٦) :
يُعاقب بالسجن من ١٠ إلى ١٥ سنة كل مواطن يضع لايكاً أو تعليقاً على بوست ناقد أو ساخر كتبه شخص يعيش خارج سورية، وتضاعف المدة في حال كان التعليق مؤيداً للبوست.
المادة (٤٧) :
يُعاقب بالسجن مع الأعمال الشاقة من ١٥ إلى ٢٠ سنة كل شخص يُسرب أي معلومات تخص قضايا الفساد والرشوة والمحسوبية عبر الفيسبوك بتهمة التخابر.
المادة (٤٨) :
يُعاقب بالدغدغة من تحت إبطه حتى الموت كل شخص يظهر في فيديو بث مباشر وهو يلبس القميص الداخلي غير المغسول من أسبوعين وإلى جانبه أركيلة وبعض رفاقه وأقاربه..(وقد لقيت هذه المادة استحسان عدد كبير من السوريين).
المادة (٤٩) :
يُعاقب بالسجن من سبعة إلى تسعة أعوام كل شخص يقوم بإضافة صديقات صديقه، و”يُعشّت” في صفحاتهن ويتجاهل صفحة صديقه بتهمة استغلال الصداقة لأغراض دنيئة. (وقد لقيت هذه المادة استحسان عدد كبير من السوريين).
المادة (٥٠) :
يُعاقب بقطش (الشوئسمو) عند الصفوري كل ذكر يثبت أنه يدخل الفيسبوك باسم فتاة، ويُبدل اسمه وجنسه في الهوية كما في الفيسبوك من ذكر إلى أنثى. (وقد لقيت هذه المادة استحسان عدد كبير من السوريين).
المادة (٥١) :
يُعاقب كل شخص كتب أو وضع لايكاً على بوست أو صورة وردت فيها عبارة: “أخته كانت تطلع الساعة ٣ بالليل” بالسجن خمس سنوات أو الغرامة المالية كرد اعتبار للشاب واخته.
المادة (٥٢) :
يُعاقب بنشر رسائله في المسنجر أمام العامة كل شخص يستخدم الفيسبوك للزحافة والتطبيق وإقناع المُحصنات الغافلات أنهن كاتبات وشاعرات وأديبات، ويروّج لهن بغرض إقامة علاقات غير شرعية معهن. (وقد لقيت هذه المادة استحسان عدد كبير من السوريين).
المادة (٥٣) :
يُعاقب بحرمانه من الفيسبوك لثلاثة أشهر كل مواطن يسخر أو يتذمر من القرش الذي يلعب بالقرب من الكابل البحري بين فترة وأخرى مما يُسبب بطء في الانترنت وانقطاعه أحياناً.
المادة (٥٤) :
يُعاقب بالشبح والسدح والنطح كل شخص يلتقط صورة أو فيديو لمخالفة أو تجاوز أو اعتداء بغير وجه حق على أحد المواطنين وينشرها في الفيسبوك بدون موافقة وزارة الإعلام.
المادة (٥٥) :
يُعاقب بحرمانه من الفيسبوك وتهكير جميع حساباته كل مواطن يضع لايكاً أو تعليقاً أو يشارك هذا المقال، ويمنع منعاً باتاً تداول محتواه تحت طائلة المسؤولية، وسيحاسب على فعلته أمام القضاء المختص.
ملاحظة:
قد يتساءل البعض ماذا بشأن المواد الـ(٤٢) الأولى من القانون؟ هي مواد عقوبتها “الخازوق” لكل مواطن ينتقد وزيراً بالاسم، أو مديراً عاماً بالاسم أو محافظاً بالاسم أو رئيس حزب (سواء كان حزباً جديداً أو بالة) أو مدير مدرسة أو شيخ عشيرة أو مختار حي أو أمين فرقة حزبية أو وحدة شبيبية أو وحدة إدارية طلابية أو نقابة عمالية أو امرأة قبيسية، أو رئيس مركز إيواء، أو رئيس لجنة توزيع المازوت.
إعلان:
ويسرنا بهذه المناسبة أن نعلن عن استعدادنا لتلبية كافة طلباتكم فيما يخص الخدمات الفيسبوكية، كما نستقبل في صفحتنا جميع الشكاوى الواردة من داخل سورية ونشرها من أجلكم، ريثما تتمكنون من إيجاد المفاتيح اللازمة لفتح أقفال من سيطبقون هذا القانون. وليس ذلك على السوريين بعسير.
وإلى حينها نتكفل لكم بإجراء كافة الخدمات الفيسبوكية المُعتادة (تلييك ، تبليك ، تدليك ، تبليغ ، تعليق ، تطبيق ، نشر ، مشاركات ، بث مباشر ، بث صوتي ، إعداد استبيانات ، إنشاء صفحات بأسماء مستعارة ، إيميلات مضادة للرصاص ، حسابات محمية بكاتم صوت ، تعازي ، أفراح ، زواج ، ولادة ، طهور ، تخرج ، تهنئة بشفاء إصبع مدوحس ، تمنيات بالشفاء لرجل مفكوشة ، إرسال بوكيه ورد افتراضي بمناسبة استئصال البواسير، وإصلاح ذات بين ما بين حماية وكنة، سلايف، ناصيف زيتون وأصحابه).
خاص موقع قلم رصاص الثقافي