بعد أن أعد عدته ونصب كميناً لأوراقه، واستل ما تيسر له من أسلحة خفيفة وثقيلة، أولها دهاليز فيزا إلى لبنان حصل عليها بشق الأنفس على الرغم أن الفيزا إلى لبنان تؤخذ في المطار للكثير من الجنسيات العربية والأجنبية إلا للسوري والفلسطيني اللذان يحملان وثائق سفر أجنبية، إلا إنه في نهاية الأمر حصل عليها وحمل متاعه الخفيف وأسماله وقلباً ما فتئ يضخ بيروت في شرايين جسد مثل دم يخرج من ناحية، لكنه لا يلبث أن يعود من الناحية الأخرى، محملاً بهمومه ويعاود الخروج من بيروت نقياً صافياً، وقد امتلأ بأوكسجين ضروري يكفيه حتى عودة أخرى إليها، لكنه حين نصب كميناً لها كي يوقعها في حبه، وقع هو وبكل تفاصيله في كمينها فما كان منه إلا أن فتح مصرعي روايته، وخطَّ أولى أحرف اسمه بكامل بهائه (طلال مرتضى)، موقعاً روايته الأولى “كمين” التي رمى فيها أحماله من حب وعشق للجنوب وتضحيات أبنائه ذوي الحرية الكاملة.
رواية تتحدث عن الكمين الذي نصبته المقاومة وأسرت فيه جنوداً صهاينة وما لبثت أن أسرت بعد ذلك ضابطاً صهيونياً كي تتوج هذه العملية بالإفراج عن الأسرى اللبنانيين الذين قبعوا طويلاً في زنازين الصهاينة، هذه المحكية التي لامست الشريط الشائك للروي كان لابد لها من فيزا كي يوقعها في بيروت لكي ينجو من سطوتها على قلبه..
طلال مرتضى بعد أن وقع روايته في بيروت حمل معه بعضاً منه في حقيبة وترك بعضه الكثير هناك وعاد إلى غربته، طلال مرتضى قد يكون نجا من كمين نصبه بنفسه لكنه وقع في كمين مرويته الأزلية بيروت.
الكاتب طلال مرتضى
عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
ومن إصداراته:
فأر الورق
قراءات تغوي الريح
وأخيرا صدر له رواية كمين وقد وقعها في بيروت بتاريخ الثلاثاء 17/4/2018 في ملتقى حواس.