فيفيان الصائغ فنانة تشكيلية سورية، تنبض لوحاتها بألوان الحياة، وتبتكر أسباباً جديدة لها، عبر مواضيع وطروحات متنوعة تحاول من خلالها إيصال رسائل وترسيخ أفكار وقيم فنية جمالية تدافع عن المرأة وتدعم قضاياها، شاركت في العديد من المعارض الفنية في داخل سورية وخارجها، وأعمالها مقتناة في عدد من الدول منها لبنان وفرنسا والكويت، وغيرها، مجلة قلم رصاص التقت الفنانة التشكيلية فيفيان الصائغ، وكان هذا الحوار.
ـ من أنتِ؟
فيفيان الصائغ، خريجة مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية – قسم التصوير 2001، شاركت في العديد من المعارض، أهمها، معرض مشترك بصالة السيد بعنوان: المرأة تاريخ وحضارة، ومعرض في لبنان بعنوان: حروف وإمرأة من ضياء، في الرابطة الثقافية بطرابلس 2017، ومعرض فردي في سورية – مشتى الحلو بعنوان: صدى، عام 2016. ومعرض ثنائي مع الفنان عبدالله صالومة في صالة “إتيان دو كوزان”، باريس 2007.
ـ يرى البعض أن المعارض الفنية اليوم ليست سوى فرصة للقاء بعض اﻷصدقاء وتبادل الصور بينما يغيب الفن عن المشاهد، ما رأيك؟
المعارض كانت دائماً فرصة اللقاء مع الأصدقاء، ومحبي الفن من كافة شرائح المجتمع ﻷن الفن بالنهاية يجتمع حوله الجميع وهو الرسالة الأسمى لكل مجتمع.. وليس للصور فقط، ولكن هناك غياب شبه تام للمؤسسات القائمة على الثقافة عموماً، والفن التشكيلي خصوصاً من حيث إمكانية الترويج والتسويق للعمل الفني، وهذا الغياب أوجد أناس تتصيد معانة الفنان وتتحكم وتفرض على الفنانين القيمة التي تناسبهم، وهذا ما أوجد الكثير من اﻷشخاص الذين باتوا يشوهون صورة الاقتناء للعمل الفني .
ـ ليس يخفى على أحد من المتابعين للمشهد الفني غياب الناقد التشكيلي، ما هو سبب الغياب برأيك؟
النقاد كُثر.. لكن القليل هم من يضعون نصب أعينهم النقد البنّاء والحقيقي للعمل الفني ويوجه الفنان نحو عمل أفضل وأجمل، وغياب الناقد الحقيقي جعل من الساحة التشكيلية عرضة لكثير من الخضات والطفرات التي أوجدت بعض المدعين على الساحة التشكيلية، وهنا اللوم يقع على عاتق الناقد الذي يجب أن يتحدث بشفافية عن مثل هذه الظواهر، وأن يضع حداً لها في ظل الترويج لها من قبل المتطفلين والمتملقين .
ـ إلى أي المدارس تنتمي أعمالك، وبمن تأثرتِ؟
تنتمي أعمالي بالمجمل للمدرسة التعبيرية الحديثة والرمزية بالمفردة التشكيلية.. وتنتمي لمحاكاة شيء من واقع الحياة اليومية للمرأة بكل حالاتها الإنسانية والفكرية والاجتماعية.
كثيرة هي المدارس الفنية المهمة كان لابد من الإطلاع عليها ولكن لم أتأثر بأحد..دائمأ أعتمد على تجاربي الخاصة لتصبح لي هويتي التشكيلية وتراثي الذي يبقى في ذاكرة الزمان.
ـ ما تأثير الحرب التي تشهدها سوريا على المشهد التشكيلي وعلى أعمالك بشكل خاص؟
الحرب أثرت على الجميع وصورتها عكست الكثير من المآسي، والفقراء والبسطاء هم من يدفع ثمن هذه الحرب من أرواحهم وأملاكهم.. ونحن كفنانين يجب أن نكون إلى جانب هؤلاء المغلوبين والمقهورين، وأنا ببعض أعمالي تحدثت عن المرأة التي هي من يكابد أوجاع هذه الحرب وهي صاحبة الفقد اﻷكبر في هذه المأساة على امتداد الجغرافية السورية وطوال السنوات السبع التي مضت.
ـ هل من طريقة ﻹعادة الاهتمام بالفن وإحياء اللوحة التشكيلية؟
أولاً، لم ولن تموت اللوحة التشكيلية ليتم إحياؤها، لكن حالها كحال هذا البلد في ظروف الحرب والخراب الكل تأثر والكل أصابه الخمول والمرض والفن التشكيلي من هذا الكل.. السبيل لتطوير الحياة التشكيلية هو من خلال الدعم لهذا القطاع من الجهات المعنية وإطلاق العمل على صعيد يتماشى مع تاريخ الحركة التشكيلية السورية الكبيرة بعطائها وتنظيم الفعاليات والتظاهرات الكبيرة كإقامة ملتقيات تفاعلية واقامة المعارض ونتمنى أن يحظى قطاع التشكيل بفرصة إقامة وترسيخ بينالي يحمل اسم دمشق.
ـ ما هي عدة الفنان في كل هذا الدمار الذي يشاهده من حوله لولوج اللوحة؟
الفنان يبقى صاحب رسالة بكل الأحوال والظروف.. وفي مثل حالة سورية وأهلها يجب عليه نشر الجمال وتسليط الضوء على مواضيع فيها الكثير من الحب والتسامح ويسعى لرأب الصدع الحاصل في المجتمع.. ومن ناحية أخرى يجب أن يكون له الدور الأهم والأبرز في إعادة الإعمار من خلال عملهم في تجميل وتنظيم المساحة والكتلة العمرانية في بناء المدن وإعطائها الشكل اﻷفضل واﻷجمل .
ـ ما هي الرسالة التي تودين إيصالها من خلال فنك؟
الرسائل كثيرة وكبيرة، وأسعى لتقديمها إن سنحت لي الفرصة بذلك من خلال لوحاتي، وتبقى الرسالة اﻷهم والتي نحتاجها نحن اﻵن كسوريين هي السلام والمحبة وتكريس مفهوم الحياة الاجتماعية الصحيحة والسليمة الخالية من النعرات الطائفية والمناطقية.. ﻷننا بالنهاية كلنا نعيش في بيت واحد وسقفه سورية التي تظلنا به جميعاً.
خاص مجلة قلم رصاص الثقافية