رؤى حمدان |
لو تعلمين يا رشا كم شعرت بالذنب لأني كذبت عليكِ..
كذبتُ عندما قلتُ لكِ في شباط 2011: “إنَّ أجملَ لحظة في حياتي ستكون بعد سنتين، عندما يتم تسريحي من الخدمة الإلزامية وأتقدم لخطبتك ونبدأ حياتنا الجديدة، لأني سأقدم طلب استعجال وألتحق لنكون معاً في أقرب وقت”.
نعم كذبت .. فبعد أن تحرَّرت سورية من الإرهاب وتمَّ تحريري ورفاقي من المعتقل في تلك الصحراء في آب 2018 بعد مرور سبع وأربعة أشهر على أسري، حصل الشيء الأجمل..
الأجمل عندما رأيتك تسقين أزهار النرجس التي زرعتيها فوق قبري المفترض، ورحتِ تنادين ابنكِ: “يوسف.. لا تقطف الأزهار يا ماما” .. يوسف الذي أسميته باسمي .. وفاءً منك لذاك الحب الذي كلّفني شبابي وأجمل سنين عمري.
يوسف كان أشبه بزهرة النرجس التي كنت أحملها لكِ إلى اللاذقية من ضيعتنا على الحدود بين حمص ولبنان وأرميها في البحر لتلتقطيها، وأقول:
“هذه رميتها من البحر في حمص وحملتها الأمواج إلى اللاذقية”، فتزهر وجنتيك من الضحك، وتقولين: “أحبك يا يوسفي المجنون..”.
إعلامية سورية | خاص مجلة قلم رصاص الثقافية