زيد قطريب |
أطبخُ نسكافيه الحرب
وأسقيها للموتى!
ثم أكتبُ إليكم بقلبٍ مقسومٍ
وحبيبةٍ مقطّعةِ الأوصالْ!
**
الجثثُ المحبطةُ
تجلسُ كي تستنشقَ رائحة الدمِ
على الأدراجِ المشطوفةِ
في مداخل البنايات!
**
الجثثُ الطيبةُ
تتفسخ بسرعةٍ في عراء البلد الطيب!
**
الجثثُ تجهشُ
وهي تسقي العصافيرَ فوق البرنداتِ
المطلة على “بيت سحم”!
**
الجثة المعقوفةُ مثل حرف اللام
تنشر ثيابها على حبال الغسيل
وتنتظر حتى يجفّ الموت!.
**
ضاعَت دفاترُ الشعرِ
في تكسي الجثثِ الملونة..
والموتى المدهشونَ يتفسخونَ الآنَ
مع القصائدِ في ناغازاكي السورية!
**
هذه المدينة تحتاج ورشةً لإصلاح الجثث
كراجاً ضخماً يركن فيه الموتى سياراتهم
وبطاريات تحافظ على الجراح يانعةً، كي لا يفسد الموت
**
أريد نصاً برأس مقطوع..
وذراعين مفكوكتين..
تقول الجثة مسوّسةُ الأضراس
وهي تنحني كي تسقي الموت..!.
**
النصوصُ المقوّسة
تطلُّ من الثياب
كي تهدي الطاعةَ
إلى الطغاة والخائنين..!
**
أحتاج نصراً صغيراً
بعينين مغمضتين وشعر أجعد.
المدينة مسطحة بلا نتوءات
وسافانا قلبي
تنبتُ في حقول الدم..!
**
أفكُّ أزرارَ الحربِ
أتحسسُ نهدها المقطوع
ثم أكتبُ قصيدةً مقصوصةَ الذراعين!
**
الجثة الحدباء تعلق أصابعها بالملاقط
ثم تبحث عن أسنانها المفروطة
في مجالس العزاء وخيم تبادل الموتى!.
الجثة الأرجوانية تملأ حقيبتها بالأمشاط وكتب الشعر!
**
نعلنُ الآنَ انتهاءَ الشوق!.
سنجففُ مستنقعات الحقد،
ونتبادل المعاهدات مع البضاعة المهربة والمقاتلين
حيث القلوبُ تكمنُ خلف السواتر وإصبعها على الزناد!.
**
يموت الشعراء في المشافي.
في ثلاجات القصائد وغرف الإسعاف
تكونينَ ممدّدة بقربي
كي نرحل معاً.. يا سوريا..!.
شاعر سوري | خاص موقع قلم رصاص الثقافي