في كأس العالم في روسيا وحدنا قمنا بالبرهان بالقول والفعل على نظرية الأشباه، فالفرق العربية قامت بتسلية الفرق الأخرى وكأنهم في حصصهم التدريبية كي يجهزوا أنفسهم للدور الثاني من هذه البطولة ، فالفرق العربية صورة عما في مرآة دولهم، فالفشل الكلي هو السمة العامة في كل شيء وعندما تعتمد هذه الفرق على المدرب الأجنبي فهي كما حكوماتها عندما تحضر مستشارين أجانب إما اقتصاديين أو حربيين فهؤلاء يأتون كي يقبضوا ويتمولوا من جيوب هذه الشعوب الفقيرة لله ولن يفعلوا لهؤلاء أي شيء ذو منفعة لأن ولاءهم أولاً وأخيراً لدولهم وبرواتب خيالية من هذه الحكومات المخصية، وليس لإسعاد هذه الشعوب.
أذكر (خير اللهم إجعله خير) أني سمعت هذه النظرية أي نظرية الأشباه على لسان صلاح السعدني في أحد روائع المبدع أسامة أنور عكاشة ليأت نفس الذكر لهذه النظرية فيما بعد على لسان بسام كوسا في أحد المسلسلات السورية (حتى في هذه نحاول أن نشبه بَعضُنَا بشكل مشوه) حيث تقول هذه النظرية أن كل شيئ يوجد في بلادنا هو من حيث المظهر يشبه كل شيء في الغرب الأرصفة والشوارع، إشارات المرور، وفرق كرة القدم أحد عشر لاعباً يرتدون اللباس الرياضي من (شورت وقمصان مرقمه وجوارب وأحذية رياضية ويجرون وراء الكرة – دون طائل طبعا – ويوجد لدينا ملاعب و مدرجات ومشجعين …..الخ ).
كما يوجد في بلادنا إذا ما صعدنا قليلاً حكومات ورؤساء وانتخابات من حيث المظهر فهي تشبه كل شيئ في الغرب، إلا أن الأرصفة هنا نظيفة وهناك مليئة بالقمامة وهذا يتدرج صعوداً حتى تصل إلى الحكومات والانتخابات وما يصدر عنها من نتائج وفائزين فيها وبعد كل هذا وَذَاك لابد أن يأتي دور الجماهير فهي هنا وبعد كل حدث تَنْفَضُ وتعود إلى بيوتها حتى لو كانت خاسرة، وكلنا يذكر جماهير نادي جوفنتوس الإيطالي كيف صفقت طويلاً لهدف رونالدو في شباك بوفون وهي الجماهير المعروفة بتعصبها لناديها وفِي الملعب يتبادل الفريقان القمصان ويتصافحون بكل روح رياضية، وكذلك تنطبق هذه الروح على الانتخابات، هذا كله في الأصل أما في نسخة الشبه – وهي لدينا حصراً – تقوم الدنيا ولا تقعد من أجل خسارة فريق هنا أو هناك وتقوم الجماهير بتكسير المقاعد وتخريب الملعب وتضرب بعضها البعض وتسب الحكم والفريق الخصم عفواً العدو، وكلنا يذكر كيف نفخ المخلوع مبارك هو وأولاده بنار الفتنة، وكادت أن تقوم حرب بين مصر والجزائر من أجل مباراة كرة قدم وكل هذه كي يتلهى الشعب المصري آنذاك بهذه المسألة، وينسى فسادهم والإعداد لتوريث الحكم.
أما في انتخاباتنا إذا كانت نزيهة طبعاً فالأمر مختلف تماماً فما أن يعلن الرابح والخاسر حتى تبدأ الحرب ويصل الدم للركب وكلنا يذكر ما حصل في الجزائر في تسعينات القرن المنصرم وما حصل من انقلاب في مصر على نتائج الانتخابات التي نجح فيها محمد مرسي وحتى إذا ما قدر للرابح أن يحكم لفترة فأول ما يفعله هو تغيير القانون والدستور كي يلغي من قبله ومن بعده من أجل الإعداد لمرحلة دم جديدة ….
هكذا نحن للأسف نشبه كل شيء ولكن بنسخة مشوهة ممسوخة لا تمت إلى الحضارة بشيء بل على العكس تدل إن دلت على شيء فهي تدل على خروجنا من الباب الخلفي للحضارة بآخر دقيقة قبل صفقة القرن، تماماً كما حصل مع المنتخبات العربية في آخر دقيقة من عمر المباراة، ولكنها مبارايات نزيهة وليست كمبارياتنا ففي مبارياتنا وطبعاً في انتخاباتنا (نزيهة بتطلع بنت خالتك).