الرئيسية » ممحاة » نحتاج قضية ساخنة وضحية !

نحتاج قضية ساخنة وضحية !

زيد قطريب  |

نحتاج قضية ساخنة، وضحية ضعيفة تذهب للذبح بسهولة!. فالضحية والقضية مفردتان ضروريتان في الثقافة العربية، وسيمثلهما هذه الأيام مايك فغالي ومديرة المركز الثقافي العربي بدمشق، التي ردّت على نفي الوزارة علمها بمحاضرة فغالي، بالتأكيد على عكس ذلك ونشرت صورة الموافقة وقالت إنها ضرورية على كل شاردة وواردة حتى لو كانت أمسية لشاعر مغمور أو كاتبة فيسبوكية طلعت من غامض علم الله إلى الضوء!. تم رفع الحرارة تحت طنجرة القضية وستنضج الطبخة على الأرجح بعزل مدير المركز لأنها الأضعف في المعادلة التي لابد لها من ضحايا، فيما قال البعض إن الوليمة ستكون للجمهور الذي (قيقب) الدنيا وكان السبب الأساسي في إلغاء المحاضرة وليس كما صرح فغالي بأن وزارة الأوقاف وراء المنع، بسبب علاقتها غير الطيبة مع المنجمين حتى (ولو صدقوا)!.

نحتاج قضية ساخنة، ترفع حرارة صفيح البلادة والكسل.. قضية تعزّل السقائف وتليّف الحيطان وترش معطراً على الأرضيات الملوثة ببقع الدم والأقدام المعفرة بالطين… نحتاج قضية تشعرنا أننا على قيد الحب والتفكير واتخاذ المواقف، فنحن في الميزان العام خارج تاريخ التطورات ولم تتم دعوتنا إلى مباريات المونديال الذي يوشك إنهاء مباراته النهائية وتسليم الكأس التي اكتفينا بنصفها الفارغ طيلة عمرنا القصير والطويل والمخطوف أو المهروق في حياة الميليشيات واستباحة الروح البشرية بالبواريد والطائفية وأكل لحم الأخ ميتاً أو حياً لا فرق!.

نحتاج قضية ساخنة بأرجل وأذرع تستطيع أن تخبط يمنةً ويسرةً كي تكبر الجلبة على حجم الضحية المعدة ككبش فداء.. حتى إذا كبر اللؤم (الأزرق) على الفيس بووك، فإن قانون الإعلام الألكتروني يستطيع رفع (الجريمة الألكترونية) كعلامة فارقة تحمل أياً كان إلى السجن.. فنحن مدمنون على الأكل (البايت)، حتى عندما تصفر الريح في البرادات، فإننا نرشّ بهارات على (المخلوطة)، لأننا نحتاج قضية ساخنة ترفع حرارة (تنك) التكنولوجيا الذي نقرقع قربه فنصرع الدنيا دون أن نعرف لماذا سوى أننا نحتاج قضية ساخنة أكثر من الدم الذي أهرق خلال سنوات الحرب.. ولأننا قدمنا ضحايا أكثر من القضايا، فإن التسخين لابد أن يسود المشهد فالدفن لا يمكن أن يتم بلا جثة، ودون وثيقة وفاة يكتبها الطبيب الشرعي، ويؤكد فيها أن إكرام الميت قبره لكن بقضية ساخنة!.

نحتاج قضية ساخنة، وضحية تشفع للبلادة والرياء، لنستقيل كأننا لم نكن!.

شاعر وكاتب سوري  |  خاص مجلة قلم رصاص الثقافية

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

مع ستيفان زفايج

يبدو لي أن الكاتب النمساوي ستيفان زفايج هو الأكثر اهتماما بمتابعة خيبات الحب، وأثرها في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *