الرئيسية » نقار الخشب » مسلسل «الواق واق»… نسخة مشوهة عن فيلم «البداية»!

مسلسل «الواق واق»… نسخة مشوهة عن فيلم «البداية»!

قلم رصاص  |

حين غاب اسم السيناريست الدكتور ممدوح حمادة عن الأعمال الدرامية الكوميدية السورية خلال موسم 2017  قال أغلب المتابعين: “لا يُعول على كوميديا ليس فيها عملاً للكاتب د.ممدوح حمادة”. إلا أنهم أنفسهم شعروا بخيبة أمل حين عُرض هذا الموسم مسلسل “الواق واق” سيناريو د. ممدوح حمادة، وإخراج الليث حجو، وتمثيل نخبة من الفنانين السوريين ممن كان لهم تجارب سابقة ناجحة مع المخرج والكاتب. 

كان المشاهدون على موعد مع عمل مختلف لم يرتقِ إلى مستوى أعمال سابقة للكاتب مثل “قانون ولكن”، “مرزوق على جميع الجبهات”، “ضيعة ضايعة”، و”الخربة”، فهم كانوا ينتظرون عملاً بذات المستوى الذي اعتادوا عليه، إلا أنهم وجدوا أنفسهم أمام عمل يفتقر  إلى الكوميديا وإلى روح الكاتب ممدوح حمادة الحقيقية التي عرفوها وحفظوها ولا يمكنهم في أي حال من الأحوال أن ينظروا إلى مسلسل “الواق واق” بمعزل عن أعمال الكاتب السابقة.

ظهرت في العمل العديد من المثالب والهنات التي أفقدته قيمته الدرامية مثل الإسقاطات التي جاءت بشكل مباشر وفج مما أفقدها جماليتها، وكذلك التكرار الذي سيطر على الأحداث والتي كانت رتيبة ومملة في مجملها.

 ويرى البعض أن العمل ضُمن مشاهداً وشخصيات لا مبرر لوجودها، كشخصية ” ولاتو” التي أداها الممثل اللبناني طلال الجردي، ومشاهد تعرف  الناجين على بعضهم وهم يصارعون الأمواج وهذا غير منطقي وليس مقنعاً للمشاهد بل واستخفافاً بعقله وهذا الاستخفاف لا يصنع كوميديا، فكيف لأشخاص غرقت سفينتهم أن يتعرفوا إلى بعضهم وهم يحاولون النجاة بأنفسهم في حوار هادئ لا مبرر له أساساً فالتعارف كان يمكن أن يكون على شاطئ البحر مثلاً بعد أن يقذفهم الموج. 

لا يمكن بأي شكل من الأشكال الاعتماد على فنان كبير  لغناء شارة عمل درامي في محاولة لإنجاحه كما حصل في “الواق واق” حيث اختار القائمون على العمل الفنان كاظم الساهر لغناء شارة المسلسل، رغم أنه يمكن القول أن أجمل ما في العمل شارته، إلا أنها لا تكفي وحدها للحصول على عمل ناجح. 

الجدير بالذكر أن الإطار العام للمسلسل يتطابق تماماً مع الإطار العام لفيلم “البداية” المصري (1986)، بطولة الفنان الراحل أحمد زكي  ويسرا وجميل راتب وصفية العمري وآخرين، وسيناريو  وإخراج السينمائي الراحل صلاح أبو سيف، ليس الإطار العام وحسب إنما الشخصيات حيث رجل الأعمال والفنان الثائر  والرقاصة والفلاح والكابتن الذي تسقط طائرته فوق الصحراء، بينما في المسلسل تغرق السفينة. وتدور أحداث الفيلم في واحة يصل الناجون  إليها بينما يصل الناجون في المسلسل إلى جزيرة وسط البحر، هناك تطابق كبير بين مجريات الأحداث في الفيلم مع أحداث المسلسل إلا أن المسلسل جاء كنسخة مطولة ومشوهة عن الفيلم.

خاص مجلة قلم رصاص الثقافية

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

“السينما والتسامح” مهرجان تونس الدولي للفيلم الوثائقي

تنطلق الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي والدولي يوم الخامس عشر من الشهر الجاري ويستمر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *