لك هذا الزمن، لك أن تكون حيثما كنت، وعلينا أن نراك تمشي على طريق من زجاج ،لك أن تنام حيثما تريد، وعلينا أن نراك تتهادي شفيفاً على جسر الهواء، لا لأنك صاحب معجزات،أو من الذين وهِبوا العبقرية، بل لأنك مضاف إليه،ولن تكون لو ملأت عيوننا ذهباً أو ملحاً، إلا مجروراً بالكسرة الظاهرة للملأ والخافية بسطوة المضاف، هو زمن المضاف إليه الذي يأتي ما يشاء بما يشاء لك أن تأسر الفكر العربي المعاصر،لتجرّ نوبل بكسر كأس أبي نواس، فتخون نوبل الشعر العربي التعيس،وتضيف الكسرة الساهرة في عيوني على شعر أزاهير شر بودلير التي نرتلها على سبحة الحلم المنقوع بعطر بخرزة ثقبها صمتك، أما والذي جرَّنا بكسرة لواوا هيفا محيطاً وخليجاً،لكي لا ننام على رائحة النفط عن الثأر لهزيمتنا في الفيفا لم ينس أن يجرنا للنوم عن الثأر الإنساني لكلاب باريجيت باردو، فنامت نواطير مصر عن ثعالبها، وظنّ سارقو عنب الذهول من عيون كليوباترا، أن كلّ إصبع امرأة خاتم مطليّ بسمّ الفلاسفة الجدد للبطولات العربية في نشيد الصم والبكم، ومَن قرأ نشيدهم، وهو لا يعرف أن يفكّ الحرف ظنّ أنه سيفكّ برائحة الويسكي تابو تخلفنا، لأنه تعلّم فكّ حرفين باللغة اللاتينية من اسم دواء منع العقل… والروم فينا ليسوا سوى روم، وليس سوى المضاف إليه يُجر ويكسرنا،وليس أكثر منك جرّاً إلا الذي جرّه التسكع في شوارع أوروبا الشرقية، فلم يتعلم إلا غسيل كؤوس الفودكا،وصحون الباباغنوج على أرصفة المبتعثين ليبعثونا من جلدنا غرباء بشهاداتهم على حسن سلوك باراتها، فظنّ مُمثلهم ومُمثل القطط الوافدة أن صناعة البابا غنوج هي المنهج الحديث لنظريات جودة اللسانيات في نفخ النفاق، ولك أن تكتب على مكتبك: مَن راقب الناس مات همّاً، وفاز بالطيبات الجسور، ففزتَ بالطيبات لأنك أبدعتَ جائزة اشتقاق الغالية من البغالية، فكرّمت المضاف إليه بأن مهَرتَ توقيعك على وقْع حوافر سباق الهجن،لك الآن أن تكون شاعراً، وتصنع من طباعة دواوين التهريج كعباً عالياً لنراك، لكن لو لم يكن شعرك مضافاً إليه مجروراً بالدجل لما جررتنا بكسر إرادتنا لأن نسميك شاعراً، لك ألا ترى مَن لا يزال يرتدي قميص عطر الوجدان فلكلوراً طواه الزمن.. مَن لا يزال يضع قلبه على يمين صدر الكلام لبحثه عن أمّه لأنه غير مضاف.
كن ما تريد شاعراً نصفق لهذرك، ونبحث عن معجزات لبلاغته، أو قدوة النزاهة لتطهر بنقد الرشاوى، دم الضحايا، وتلمع السيف ببريق الأسف في عيون القتلى..
هذا زمنك … ليس الذين استحوا ماتوا ،بل كل الذين استحوا ماتوا ،ومَن لم يمت أمتناه لأننا لا نراه فهو غير مضاف إليه، والأكثر فجراً منك ذاك الذي يجتر الحِكم والعلكة ويردد سوداوية عظة : لو خليت بليت،هل برأيك هناك بلاء أكثر ما بلينا، كأننا لم نتحوّل إلا بالة كاسدة في سوق العالم النائم ..وأنت الذي يجيد تطبيق منهج الحق الذي يراد به الباطل الباطل والناجح أبداً هو مَن فيهاالعالم الذي يتباهى بإشادة المعاهد الألسنية لدراسة عواء الكلاب الشاردة، وجررتنا إلى النوم عن الثأر لكرامة شماغ الماعز،و تشييد مكتب محو أمية العماء عن دمنا المهدور من زمن حرب البسوس إلى زمن غزوة الروم على ظل زنوبيا حتى تلك الدمعة التي ذرفت على عجل فوق الرمل لم ينس الروم، أن يستعيدوا ذواتهم بالانتقام منها لكن بلباس الأعراب من حجر أرّخت عليها..امرأة عربية صرخة حرة ..من صدى فرحة عابرة رددتها جبال الصحراء لنَصكّ وجوهنا عملةً باسم الأباطرة الذين يكنزون وجوهنا في خزائن عشيقاتهم اللواتي يخبئن أخلاقهن السود لأحلامنا البيض..
أنت المضاف إليه خُلقت لتأكل أحلامنا بملعقة من ذهب،فكان لك أن تركّب للسانك نصف نعل شِعري تمشي فيه على قدْر أهل العزم، تأتي العزائم،ولأن كل ما لديك مجرور ..كنت تظنّ أن العزائم جمع تكسير صحون عزيمة فارهة على شرف موت الفرق بين الكلب والمكلوب، وبين قصيدة النثر وقصيدة العهر،كم كرّمت ضميرك في ضمير المؤنث المخاطب في نظارات جهابذة العلوم الصحية كرمتنا بهاء المؤنث المخاطب في دراسة أثر أشعة المرايا الأنثوية على صحة الشهادة الثانوية لأنثى المرايا وشعر ضميرك المجرور،هذه هي أيام المضاف إلى الآخر، والطيور السود التي طارت من معاطفنا في غفلة منا وكان العالم يربّيها فينا لتنقرنا متى شاؤوا …….
ليعيدونا عبيداً لسلطنات نفس فاجرة مجرورة بالكسرة الإنسانية الظاهرة على عماء فجرة الزمن، لك مالك،لكن ليس لك أن تعربني إليه مجروراً بكسرة وحشية ضمير أمساخ هذا الزمن……
وسأبقى أحلم بأن ليديّ لغة حنين لأمّ تهز سرير حلمي بيمينها و تردد : وحدها الأمّ تضيف القلب للقلب وتجرّ القلب بالقلب، ولا تعرف لغة أكلوني النحويون ولا مجاز لغة جرّنا البلاغيون..وإن عزّ علينا أن يكون لنا أمّ بغير اللغة، إن غداً لناظره لقريب.. هذا صراع الماء والصخرة على الشاطئ،صراع الريح والجناح المكسور مرة واحدة قف مع نفسك جردها من أوهام حروف الزيادة عن الإنسانية وحروف العلة الذاتية والإضافة لتكون أصيلاً، وتذكّر كم تأخّرت…..
مجلة قلم رصاص الثقافية