د. إبراهيم الجرادي |
ياحنينَ الاغتراب!
يا زمانَ الهجرة الأولى وياسرَّ الشموس الميّتَةْ.
يامصبَّ الوجعِ الدهريِّ
سويتِ العذاباتِ التي نامت بأعصابي انتحابا:
شهوةً…
مملكةً…
خيلاً..
وناقوساً بلحمي.
ياجئيرَ الجسدِ المشويِّ بالشهوةِ دعني أتملى
أيها الحزنُ الذي يطلعُ من صدري صحارى..
(……………)
يارمالَ الرَقَةِ القاتلةِ اليومَ
ألا تدرينْ..؟
انشرْي فخذيْكِ
للعابرِ واللوطيِّ
دليني على المَصْلَبِ
شفي من دمي نوحَ الحنينْ
فأنا أهواكِ.. أهواكِ
وأنت الخائِنَةْ
وأنا من حيْفِِكِ المسفوحِ بالدهشةِ
أستلُّ القصائدْ!
فيكِ من لحمي بقايا
وأغانٍ عن عذاباتِ المرافئ
(……………….)
أأسميكِ النزيف
أم أسميك الأسى والنارَ والشوقَ المُسمم
فلأي القاتلينِ، اليومَ، ألجأ!
فأنا الموسمُ في لحمي إشاراتُ القبيلَةْ.
وأنا الطيرُ الخرافيُّ
أنا ابنُ النهرِ والرملِ وأنسابِ العشائرْ.
فافتحي لي حوضَكِ الشتويِّ
خليني أقاسمك الفراش
واندهيني عاشقاً ملَّ حكاياتِ السفر.
(…………..)
يانخيلَ الشطِ والصمتِ وياموسمَ حزني.
هلْ تعرفتِ على العاشقِ
والمنفيِّ
والمقتولِ
والباكي أنا؟
هل تعرفتِ على مَنْ مارسَ النزفَ
بكلِ الطرقاتِ؟
شاعرٍ يسْتلُّ من صدغيْهِ أفكاراً شهيّةْ
ويصلي عددَ الرمل إلى عينينِ كالبحرِ
انثريني..
فأنا أهواكِ.. أهواكِ
ولو سوّيتِ من جسمي خيولاً ومآتمْ.
وأنا أهواكَ.. أهواكِ
وأنتِ الخائِنَةْ!
شاعر وأكاديمي سوري | موقع قلم رصاص الثقافي