رهام مروان |
حين غبتُ عن نفسي.. تركت الطيور آثار نمشها يغرق في الباب .
وعندما صدقتُ أني وحدي ..ترك لي أحدهم منقاره عالقًا وكأنه ينهش الحديد لأجلي.
يتراءى لي حلمًا فأجد الضوء لاهثًا على أعتاب ليلة ممطرة غارقًا بالماء..
خاصرة الرصيف مهجورة..
أتذوق الهواء وكأن قلبي مركبًا لايرى أثره أحدًا..
..يذوبُ ..
أرتجأ موتي،والورق سجادٌ أزرق.
ثم أتعافَى.
أملٌ جاف يطاردني بلا ريش .
يتفشى إحساسي،وأحيا من شقِّ الجدار.
ومن رقعة الظلام.. أتسلقُ جناحَ ذاك المنقار فأنجو مصادفةً.
يطير أطير..
يهبط أهبط..
خلل ما بحدسي.
أركض وألحق بي ..
خبأت خوفي فيه كملاكٍ شارد من سحابة!.
يفيضُ الهواء مني ومنه، فنسقي الزنابق على حافة الوادي.
عشرات الأعين سوداء كالسمندل تطاردنا.
أنزلقُ من نفسي كبحةِ ناي .
يغرق فيرفعني .
أغرق فأرفعه على كف النجاة .
بلا قصدٍ نخدش البلورات الحارسة للنجوم
فتمتص جفاف عاطفتنا .
نبكي كسربٍ ضائع يبحث عن وطن له.
فأسأل نفسي، هل حقًا أجيد البكاء؟
يتنازل الكتمان عني،فأتنازل عنه.
عادت الشمس لتغفو بالظهيرة على كتف الموج،وهو لايكترث للشوائب.
يتخبط يحاول العبور لي كضجيجٍ هادئ.
ينقرُ بضع نقراتٍ لأفتح الباب..
فتثقبني الرياح ويمتلئ جسدي برائحة الخزامى.
شاعرة سورية | خاص مجلة قلم رصاص الثقافية