قررت أن أشتري قلم الحبر الفاخر cross بزخرفته المميزة وريشته الذهبية الرشيقة. طلبت من البائعة توضيبه هديةً، وانصرفت مسرعاً لأقدمه هديّة عيد ميلاد لصديقي الكاتب. وضعه بحرصٍ فوق طاولة الكتابة، وانصرفنا إلى حقوق شقائق النّعمان القريبة لصناعة حبر له.
توقّعتُ أن يعرض عليَّ صديقي إنجازاته الموثّقة بقلم الحبر الثّمين. لكنني فوجئت أنه يستخدم القلم لمآرب أخرى. وحقيقةً، كان يضع على طاولة الكتابة عشر عصافير بيضاء وأخرى مثلها سوداء وقد بدأ بشق بطونها بالريشة الذهبية.
سألته بفضول عما يبحث في البطون الضامرة؟ فأشار إلى مفاتيح بيانو مُقتلعة بوحشية من خشبه الثّمين.
تنهَّدتُ بعمق، حتى واتتني الجرأة لأقول له، إنك تشق بطون المفاتيح ذاتها! صديقي كان حكيماً عميقاً، خير من استوطن عين رؤيا، لكن طردته منها الحرب.