أشارت عليَّ جدّتي، الاستعانة بعظم ساق جدّي للقضاء على الأفعى السوداء الضّخمة التي نراها أحياناً في بيتنا المتاخم لخرائب قصر قديم.
تسللت ذات ليلة إلى إلى مقبرة (الكثيب) القريبة وقمت بنبش طبقات التراب المتحجرة حتى وصلت إلى الهيكل العظمي لجدّي الشيخ. لم أجد صعوبة في حمل الساق إلى المنزل، ثم ترصدت الأفعى طويلاً حتى استطعت الهجوم عليها بعظم الساق الطويل. إلا أنني ارتجفت من الرعب حين كُسر العظم القاسي وخرجت منه أفعى سوداء أخرى هربت مع رفيقتها إلى الخرائب.
عاتبت جدّتي على النصيحة الفاشلة، فأشارت عليَّ بقتل الأفعى بإحدى أخشاب مسند الكتابة الذي كان جدي يستخدمه لنسخ المخطوطات الدينية. فشلت النصيحة من جديد، وخرجت أفعى ثالثة من الأخشاب القديمة، فتوقفت عن نقاش جدّتي بشكل نهائي.