الرئيسية » نصـوص » بيعٌ بثمن بخس

بيعٌ بثمن بخس

ماياكوڤسكي  |  ترجمة أسامة أسعد 

أن أُغوي امرأةً، أن أبدأ روايةً،
أو حتى، مصادفةً، أن أنظرَ إلى أحد المارّة،
وبحذرٍ، يضعُ الكلُّ يدَه على جيبه.
ولكن
ما عساك آخذ
من متسوّلين؟

زبونٌ وشيكٌ لمترين في المقبرة البوار،
كم من الوقت بعدُ
سينقضي 
قبل أن يدركوا
أنّي أشدّ ثراءً
من أولئك الصيارفة أمثال جي. پي. مورغان؟
اليوم، ما أنا غير مهرجٍ يهابونه،
ولكن متى، كم من الوقت بعدُ 
سينقضي
حتى ينكبّ على تفسير أبياتي
أساتذةٌ متحمّسون؟ سأكون بلا شك،
قد متُّ من الجوع،
أو بطلقة مسدّس.

من منبره، سينبري أبله بجبهةٍ محدّبةٍ،
ويقولُ: كان نصف إله، ونصف شيطان،
أين،
كيف،
منذ متى،
قد أصيرُ جديرًا بالذكر…
حتى أن أحدًا لن يعرف
إن كنتُ أنا أو لستُ أنا!
سوف يتجاوز الحشد المغرور
كل الحدود، ويهرع، 
لينحني خاشعًا فوق رأسي
ويرسم هالةً،
أو قرونًا…
اسمعوا!
كلُّ، أجل، كلُّ ما يملأ روحي:
كنوزها
التي لا تحصى
التي تزيّن خطاي نحو الخلود
حيث يسهرُ راكعًا
حشدٌ بشريٌّ،
ذلك كلّه، كلّه
أهبه الآن لكم
لقاء كلمة إنسانية واحدة،
كلمةٍ مداعبةٍ واحدة.
تعالوا إذن عبر الحقول والشوارع،
تعالوا إلى بطرسبورغ
من كل بقاع الأرض!
تاجي الذي لا يُقدّر بثمن،
يباعُ بأقل من قرش
في شارع نادجنسكي!
سعره الحقيقيّ
كلمةٌ نابعةٌ من القلب!
هيّا!
إنه ثمن بخس…
لكنّه
مفقود

مجلة قلم رصاص الثقافية

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

مصلوبٌ على باب الرقة

(1) في بلدتي يأتيكَ بالأخبار بائعُ الأحلامِ  والمناجلِ وسكَّاراتُ البليخ والحطّابات وتُشنقُ الطفولةُ دون أنْ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *