وقّع الشاعر السوري علاء زريفة ديوانه: “شوكولا”، الصادر عن دار دلمون الجديدة، في المركز الثقافي العربي بالعاصمة دمشق (أبو رمانة)، بحضور حشد من الشعراء والصحفيين والمثقفين وأصدقاء الشاعر.
ألقى الشاعر بعض القصائد من ديوانه الجديد، وهو الثاني له بعد ديوانه الأول: “المسيح الصغير”، وتحدث عن ظروف كتابة قصائده، وقدمت مديرة دار دلمون الجديدة، عفراء هدبا، درعاً للشاعر السوري.
وفي تصريح لـ “مجلة قلم رصاص الثقافية“، قال الشاعر علاء زريفة: “الكتابة هي حالة تعبير قصوى عن إنسانيتنا، ربما هي ( الحياة الوحيدة المعاشة)، كما يقول “بروست”، ولطالما شغلتني في البدايات أسئلة الوجود والمصير، معنى أن نحيا وأن نموت، مسائل الكنه والرغبة، والجدوى بما نحاوله خلال عمر نقضيه سريعاً ونحن نتجاوز عتبات البراءة والنضج، والشهوات، اللذة وسواها سعياً نحو السعادة كقيمة حية غير مكتملة. ولأن الشعر يبقى هو البيان الأخير، قياساً على البيان رقم واحد. وآخريته تتأتّى من أنّه آخر حصون الفردية في عالم يسير نحو تشيؤ في كلّ شيء من هذا الفرد وهشاشته ورؤاه. ومن هنا كان الحب في “شوكولا” مخلفاً من مخلفات الحرب، وصار الإنسان جزء من تموضع عنفي ينشد وعيه الخاص خارج هذا الصراع الدموي الرهيب، ولزاماً سيكون الحب بمعناه الفضفاض ضحية حرب لم تمت تماماً.
وأضاف الشاعر: الحب في “شوكولا” عودة لوجه متعب محقون بالقهر تكسوه الأتربة ووحل الطريق الطويل ساعياً نحو وطن واحد ربما يبعث يوماً، “شوكولا” يحاور الأنثى الفكرة التي كانت واقعاً مؤلماً وعاشقاً شغوفاً لا يزال ينتظر، ويريد الخروج حياً ببقاياه من موت بطيء، هذا الموت بصيغته العاشقة اعتبره ثورياً، لأنه يمثل طموح الفرد بمواطنته الحقة، فما عاد يموت المواطن لأنه مذنب، لكنه في حاجة للموت ليؤكد ذاته كمواطن، ومن خلال (اختفائه في الموت يولد المواطن كحرية) كما يقول المفكر الفرنسي بلانشو. وختاماً أشكر الأستاذة عفراء هدبا مديرة دار دلمون، والقائمين على المركز الثقافي في أبو رمانة وجميع من شاركني هذه اللحظة الجميلة ومجلة قلم رصاص الثقافية بشخص رئيس تحريرها الأستاذ الصديق فراس الهكار.
من أجواء الديوان، قصيدة كيوبيد:
يسألني : من أنت حتى تقول ما تقول؟
إن التجسد في حجر غايتي..
قلت:
أنا السر وما أخفاه
بابي تطهر الذات بدم الذات
أنا النور تأوه طيف عابر
وحجابي غشاشة رقيقة من غيم
أنا هدي من اهتدى أنا الحقيقة وسرابي.. حقيقتي
أنا الرمل في فم المعاني
حين تبديت، تجسدت تمثالاً
ونفخت في الماء
فأمسى سحاباً
تقطَّر..
فأعشب في تلونه ارجواناً
أضمر في تكوينه
محراب صلاتي
أنا صفصافة على درب الأبدية
لا ريح تقلعني مدَي امتداد لا جزر له
وبوصلتي مطلق
يحلق في فضاء النسبة اللا نهائي
أو جهة خامسة
لا يعرفها أحد سواي
صرخت في وجه الموت ..
في بئري..
في صوت الصاحب
يا تراب..
أنا التراب.