توفي الشاعر والإعلامي أمجد ناصر بعد صراع مع مرض السرطان، ونعت الأوساط الإعلامية والثقافية العربية رحيل الشاعر الذي ترك عد مؤلفات شعرية وأدبية، منها: “مديح لمقهى آخر” بيروت 1979، و “منذ جلعاد كان يصعد الجبل”، بيروت 1981، و”وصول الغرباء”، لندن 1990، و”هنا الوردة” رواية 2017.
ولد يحيى النميري النعيمات المعروف باسم “أمجد ناصر” في الطرة شمال الأردن عام 1955، وهو الابن البكر لعائلة بدوية يحترف أفرادها العمل العسكري. بدأ كتابة الشعر والانفتاح على الحياة السياسية في الأردن والعالم العربي في المرحلة الثانوية، وبحكم إقامته في الزرقاء، تأثر بوضع النازحين الفلسطينيين وأعجب بالعمل الفدائي الفلسطيني الذي انضم إليه بعد تخرجه من الثانوية.
عمل في التلفزيون الأردني والصحافة في مدينة عمان نحو عامين ثم غادر إلى لبنان عام 1977 بعد أزمة سياسية تتعلق بالتنظيم الذي كان منضويا فيه، والتحق في لبنان بإحدى القواعد الفدائية الفلسطينية، محاولاً في الأثناء مواصلة دراسته الجامعية في جامعة بيروت العربية لكنه سرعان ما ترك الدراسة ليتفرغ للعمل الإعلامي والثقافي في الاعلام الفلسطيني فعمل محررا للصفحات الثقافية في مجلة “الهدف” التي أسسها الشهيد غسان كنفاني وبقي فيها حتى الاجتياح الإسرائيلي وحصار بيروت صيف عام 1982، حيث انضم في فترة الحصار إلى الإذاعة الفلسطينية. التحق أمجد ناصر في اطار عمله السياسي بـ “معهد الاشتراكية العلمية” في عدن حيث درس العلوم السياسية في جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية في عهد عبد الفتاح إسماعيل.
أصدر مجموعته الشعرية الأولى “مديح لمقهى آخر” عام 1979 بتقديم من الشاعر العراقي سعدي يوسف ولاقت صدى نقديا لافتا في الصحافة اللبنانية والعربية، واعتبرها النقاد بشارة على ولادة شاعر ذي صوت وعالم خاصين. رغم أنضوائه السياسي والأيدولوجي في صفوف اليسار إلا أن قصيدته ظلت بمنأى عن الشعارية السياسية فعملت على الاحتفاء باليومي والتفصيلي والحسي أكثر من احتفائها بالسياسي المباشر. وقد ظلت هذه الميزة تطبع شعر أمجد ناصر إلى وقت طويل.
هاجر ناصر إلى العاصمة البريطانية لندن، وأقام فيها لسنوات طويلة، وعمل في صحيفة القدس العربي لأكثر من عقدين وأسس الصفحات الثقافية فيها.
وكالات