فيما مضى كان الكاتب يقرأ مئة كتاب ليكتب فقرة،أما اليوم فبعضهم يقرأ فقرة ليكتب مئة كتاب.
***
يبدو أن الأدب بشعره ونثره لم يعد سوى “ماركة” في عصر السرعة وحمى الربح مثل الجينز والهمبورجر وعطور إيف سان لوران، وإلا ما هذه الكثرة للجوائز الشهرية والنصف سنوية والسنوية وكثرة التتويج ثم نسيان كثير من هذه الأعمال المتوجة؟ في حين لا تنسى سارة، ولا الأيام ولا الثلاثية ولا طواحين بيروت….
***
هل صار بعض المتأدبين اليوم مثل المغنيين أولئك الذين يعوضون فقر الحنجرة بالآلات العصرية والضحالة الثقافية الفنية بصور زوجاتهم أو معجباتهم أو أعياد ميلادهم أو كلابهم..، البحث عن الشهرة بأي ثمن ولو على حساب القضايا المصيرية، السعي إلى الجوائز، الأحقاد والوشايات والنمائم والمكائد هل صارت دنيا الأدب مثل حمام للنساء؟
***
نساء كثيرات مبدعات في الشعر والنثر وبعض منهن أيضاً لا حظ لهن ولذا يستعضن عن الإبداع الحقيقي بوضع صورهن الجميلة وفي وضعيات غريبة نوعاً ما على أغلفة الدواوين والروايات لذا لا تجد ما يثيرك غير الغلاف.
***
كثيرون يرفضون القصيدة العمودية وكثيرون يرفضون الأدب القديم: الشعر تمدح والنثر تكلف وأسجاع مجرد أقول يلوكونها دون دراسة جادة للأدب القديم، من حقك أن ترفض بعد أن تدرس لكن أن ترفض دون أن تدرس تلك هي الحماقة من يفعل ذلك كمن يبني عمارة قد تكون شاهقة لكنها مبنية على الفراغ تنهار أمام رعشة رقيقة للنسيم.
***
الكتابة مغامرة في حقل ألغام أولها التكفير، وثانيها التعهير، وثالثها التخوين، إن انتقدت المتدينين أو شكلاً للتفكير الديني فأنت ملحد، وإن كتبت عن التحرش فأنت متعهر وإن انتقدت النظام فأنت خائن للوطن.
***
الكتابة قضاء وقدر مثل الحب والموت.
***
في وطن ينزف فسادا وطغيانا وانحلالا يحس الكاتب أن الغزل مفردا مثلا خيانة للقضية، لذا لا يمكن المرور إلى المرأة إلا عبر انكسارات الوطن وأعظم قصائد الخيبات السياسية مقدماتها خيبات عاطفية.
***
قد يصبح الواحد كاتبا مشهورا لكن الأهم أن يحافظ على نفس المركز وعلى عدد القراء هذا يتوقف على الموهبة أولاص، والرصيد ثانياً، والصبر ثالثا ً، والإخلاص رابعاً وما تبقى لا يهم.
***
السقوط في عالم الثقافة كالانهيار في سوق البورصة والمضاربات، بعض القضايا الوطنية والقومية تسقطك وبالضربة القاضية، مكاسب وإغراءات النظام، التطبيع، فلسطين، العراق ….
***
دعائم الكتابة هكذا: الموهبة والرصيد والصبر والإخلاص وعدم الطمع مما في يد الدنيا.
إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب