في الحرب الأخيرة، بدأت المعارك هكذا.. قذف مدفعي مصحوب بغارات جوية طيلة النهار، ثم تحرك العدو فى اتجاه بيوت القرية مع حلول الليل مدججاً بالسلاح.. تراجعت القرية خائفة، لكن العدو كان قد أعد للأمر عدته، فهو محاصر لها من كل الجهات.. لم تجد القرية حلاً سوى أن تلجأ إلى الغابة تحتمي بها، بعد أن ألقت فى وجهه الرصاصة الأخيرة…
فى الغابة لم تكن الحياة سهلة أو هينة أو أمنة كما تخيلتها القرية.. كان هناك الأسد الجريء، والعصفور البريء، والقرد اللاهي، والأرنب المذعور، والفأر المختبئ، والذباب المتجمع على القاذورات…. وأيضاً الذئب الخسيس والثعلب المكار وآكلي الجيف ممن يحفرون فى قبور الماضي ليأكلوا.
عانت القرية كثيراً ومات كثير من سكانها.. ومازالت تتلقى حتى الآن قذائف العدو المحاصر لها وطعنات الذئاب ومؤمرات الثعالب وآكلي الجيف أصحاب التراث القديم في القضاء على القرى.
مجلة قلم رصاص الثقافية