صدرت مؤخراً رواية «الآثم والقديس» للكاتب الفلسطيني محمد النجار عن دار كنانة في العاصمة السورية دمشق، وجاءت الرواية في 400 صفحة من القطع المتوسط.
وقدّمَ للرواية الناقد وليد عبد الرحيم، وكتب عنها: ” الآثم والقديس رواية حقيقية تبحث في ثناياها عن عوسج الصدق الخالد، النابت في أرض النفس البشرية السوية، والتي تناقض النفاق بفطريتها، وهي بذلك تسعى من خلال حروفها البسيطة ـ كصياغة وكجملة لغوية ـ إلى سد ثغرة في جدار الرواية العربية، حيث أنها تُطلق في مضمار حقولها فراس شجاعة الكلم ـ الرؤية، فتنبش آفات عدم اكتراثنا لما يجري تحت خيمة الخطاب اللفظي المُستغل المستخدم لقيم الدين الفضيل لتحقيق غايات دنيوية يمكن وصفها بالشنيعة.
في “الآثم والقديس” تبدو جلياً شجاعة الروائي ونبض حروفه المرتعشة من صدى مستقبل لا يبدو واقعيا بأنه من الناجين من جحيم التخلف والانتهازية..!
هي تسترسل وتصف وتشرح وتغامر بطول الانتظار الزمني، فتنجح من خلال ذلك بفرض حالة تشويقية مضافة ممتعة ومقلقة في آن معاً!.
يرسم الروائي محمد النجار هنا ـ بل يقوم بطباعة ـ شخصية “الشيخ ظاهر” كما لو أنه رافقه وخطا كل خطوة معه مراقباً، حتى تخاله حاملاً آلة تصوير ومسجلاً صوتياً، راصداً بذلك عمق سيكولوجيا النفاق وأدواته ومفرداته، وبشكل خاص مع أوان لحظة استخدام الدين أبشع استغلال وأحط مأرب، فهذه الشخصية المنسلخة عن كوكب الأحاسيس الإنسانية تُشرح ههنا، وتبين مكنوناتها حتى في تلمسها وتعاطيها مع والدتها وأختها وزوجتها وأولادها، إنها شخصية مصنوعة من ركامات حطب الدجل والكذب والنفاق!
“الآثم والقديس” رواية موسعة طويلة ـ كهذا الليل الطويل ـ تفضح الأفق الضيق والحلم المريض ولوحة التشوه المتوارث، وهي تستحق وصفها بأنها رواية تستوجب القراءة ـ على أدنى تقدير ـ فهي رواية قول فاعل، وليست مجرد نص يقول..!