يبدو أن الفنان السوري زهير رمضان ليس في أفضل حالاته خلال هذه الأيام، فهو مشغول بما ينتظره في الأيام القليلة المقبلة، إثر احتدام “المعركة” الانتخابية على منصب نقيب الفنانين السوريين الذي يشغله، خاصة بعد أن تعالت أصوات كثيرة مطالبة بالإطاحة بالنقيب الذي لم ينجح في إدارة النقابة كما نجح في التمثيل.
بات يقيناً لزملاء رمضان الذي أدى شخصية “أبو جودت”، رئيس مخفر الأربع حارات في أجزاء مسلسل “باب الحارة” الشهير منذ أن عُرض الجزء الأول منه عام 2006 وحتى اليوم، أنه اندمج في الدور الذي لعبه في المسلسل ولم يستطع الخروج منه في الواقع، وتجلى ذلك بشكل واضح بعد أن أصبح نقيباً للفنانين السوريين في الربع الأخير من عام 2014.
أدار رمضان نقابة الفنانين بعقلية “أبو جودت”، فتذمر فنانون هُمشَ غالبيتهم، وحوربوا سراً وعلانية بحجج وذرائع مختلفة، واُتخذت بحق معظمهم إجراءات كانت كفيلة بإسكات كل صوت يعترض على الآلية التي تُدار بها النقابة، حتى ضاقوا به ذرعاً، لكنهم لم يستطيعوا فعل شيء لمواجهته، إلا أنهم وعلى ما يبدو قد وجدوا في الانتخابات النقابية التي تجري خلال هذه الأيام فرصة للإطاحة بنقيبهم، والتخلص من سطوته وتسلطه عليهم، واستبدال مجلس إدارة النقابة الذي يترأسه رمضان بآخر جديد يمكن أن يعيد للنقابة دورها الطبيعي ويلم شمل الفنانين السوريين، فهل سينجحون؟
تتجه الأنظار حالياً إلى الفنان القدير فادي صبيح، حيث يعول عليه العديد من الفنانين الذين يرون فيه خير من يمثلهم، ويدير نقابتهم، ومن المفارقات أنه سبق وحصلت مواجهة انتخابية (لم تكتمل) بين زهير رمضان “المختار البيسة”، وفادي صبيح “سلنغو” في المسلسل السوري الشهير “ضيعة ضايعة”، إلا أنَّ حب الأخير لابنة المختار “عفوفة” دفعه للانسحاب من المعركة الانتخابية مُفسحاً المجال أمام المختار “البيسة”، إلا أنَّ لا “عفوفة” تحول بينه وبين “المختار” الآن، ويبدو أنه سيمضي إلى آخر المشوار وصولاً إلى رئاسة النقابة، وهذا ما يتمناه زملاء صبيح الذين أعلنوا عن تأييدهم ودعمهم له في معركته الانتخابية، وأبرزهم الفنان باسم ياخور، “جودة” الذي وقف في المسلسل إلى جانب المختار”البيسة”، إلا أنَّ موقفه في الواقع جاء مخالفاً للسيناريو في “ضيعة ضايعة”.
إلا أنَّ صبيح ليس وحيداً في سباق الوصول إلى إدارة النقابة، وإن بدا أنه الأوفر حظاً حتى الآن، فهل سيتمكن بمساندة رفاقه من الإطاحة بـ”أبو جودت” كما حدث في أحد أجزاء مسلسل “باب الحارة”، أم أنَّ “المخرج” و”الكاتب” سيعيدانه إلى الجزء القادم بعد أن أوهمونا بأن دوره انتهى؟ هذا ما سيتضح خلال الأيام القليلة القادمة، وبالتالي لن نكون مُضطرين للانتظار سنة كاملة لمعرفة ما سيجري.
بقي أن نشير إلى أنه لا يكفي النقيب أن يكون فناناً متميزاً وقديراً لينجح في إدارة النقابة، ويلم شمل الفنانين ويقف إلى جانبهم في المحن والمواقف التي تعترضهم، ويُعيد من هُمشوا وغابوا عن الذكر إلى الحياة الفنية، إنما يحتاج النقيب القادم إلى عقلية إدارية منفتحة، تقف على مسافة واحدة من الجميع، ويمكنها بذلك أن تُعيد الحياة للنقابة، وتغير الصورة النمطية التي عُرفت بها خلال السنوات الأخيرة.